رسمت مصر في الأيام الماضية نظاماً يسمى "المقايضة" لدفع ثمن القمح المستورد بسلع محلية. ووضعت اتفاق مقايضة مع روسيا قارب على التنفيذ لاستيراد نحو 1.5 مليون طن قمح في إطار تنويع مواردها من القمح للتغلب على الاسعار المرتفعة خصوصاً في الولاياتالمتحدة اكبر مصدر للقمح الى مصر، تليها فرنسا التي اشترت هيئة السلع التموينية المشتري الرئيسي للقمح في البلاد منها غالبية الحاجات مصر من السلع خلال الموسم 2002/2003. وأكد وزير التجارة الداخلية والتموين حسن خضر ان خطة الوزارة تهدف الى توسيع مصادر شراء القمح المستورد، إذ تستورد حاليا من الولاياتالمتحدةوفرنسا واستراليا اضافة الى المفاوضات مع اوكرانياوروسيا وباكستان والهند، وذلك بنظام الاوفست من خلال تصدير سلع ومنتجات مصرية واستيراد قمح تنشيطا للصادرات والحصول على افضل الأنواع بأرخص الاسعار. وتسلمت هيئة السلع التموينية حتى 24 حزيران يونيو الماضي 8،1 مليون طن من مورد القمح المحلي بما قيمته 2،1 بليون جنيه تم تسليمها للموردين من وزارة المال في اطار خطة تستهدف تسلم ثلاثة ملايين طن من القمح المحلي. وعن المخزون الاستراتيجي من القمح قال الوزير "ليس القمح فقط لكن المخزون الاستراتيجي من السلع الاساسية والاستراتيجية مثل القمح والسكر والزيت يكفي حاجة البلاد فترات طويلة، ويفوق ضعف معدلات الامان الاستراتيجي ويصل الى ضعف المقرر تخزينه". من ناحيتها نفت وزيرة الدولة للشؤون الخارجية فايزة أبو النجا ما تردد عن فشل صفقة القمح المتوقعة مع روسيا، وقالت: "إن المحادثات التي اجراها الشهر الماضي وزير الزراعة الروسي الكس غادرييف مع عاطف عبيد رئيس الوزراء ومسؤولين آخرين هدفت الى درس الجانبين توقيع اتفاق طويل الاجل لتوريد القمح الروسي الى مصر"، مشيرة الى أن سوق القمح الروسية دخلت اخيراً وبكميات وفيرة الى السوق المصرية اضافة الى الاسواق الرئيسية الأخرى. وأشارت الى أن هذا الاتفاق لا يتم على حساب الاسواق الاخرى "التي نحافظ عليها في اطار علاقة استراتيجية، بوصف مصر من الدول الرئيسية المستوردة للقمح في العالم". وعن القمح الاميركي جاء في ورقة عمل مؤسسة القمح الاميركي ان واردات مصر من القمح الاميركي انخفضت بنسبة 50 في المئة العام الماضي لتصل الى مليون طن فقط، وارجعت ذلك الى ارتفاع سعر الصرف في مصر ما ادى الى زيادة ملحوظة في اسعار القمح المستورد من الولاياتالمتحدة اضافة ايضاً الى اتجاه مصر الى تنويع مصادر استيرادها من القمح خصوصاً من روسياواوكرانيا وكازاخستان. وتوقعت الورقة زيادة واردات مصر مرة اخرى من القمح الاميركي بنسبة 40 في المئة خلال السنة الجارية.