مهد الاتفاق الذي توصل اليه وزير الشؤون الامنية الفلسطيني محمد دحلان ووزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز، الطريق امام انسحاب القوات الاسرائيلية من مدينتي اريحا وقلقيلية الاسبوع المقبل، على ان يليه انسحاب من رام الله وطولكرم. وأعلن مصدر أمني اسرائيلي ان الجانب الفلسطيني سيقدم بموجب الاتفاق، خطة امنية لاستعادة السيطرة على مدينتي رام الله وطولكرم، لتدرسها اسرائيل خلال الايام العشرة المقبلة. كذلك سمحت الدولة العبرية للرئيس ياسر عرفات بالتوجه الى غزة لتلقي التعازي بوفاة شقيقته يسرى القدوة راجع ص 4 و5. في غضون ذلك، التقى دحلان المبعوث الاميركي الخاص، مسؤول لجنة الرقابة الاميركية على تطبيق "خريطة الطريق" جون وولف، واطلعه على تحركات السلطة في اطار السيطرة الأمنية، وبينها وضع اليد على ثلاثة ملايين دولار تردد ان ايران ارسلتها الى حركة "الجهاد الاسلامي"، وكذلك كشف أحزمة متفجرات كانت معدة للاستخدام واسلحة قتالية. وتشكل هذه التطورات دفعة ل"خريطة الطريق"، وتأتي في ضوء الضغوط التي تمارسها واشنطن على الجانبين لانقاذ الهدنة وعملية السلام. ولفت مراقبون الى وجود توجه قوي لدى قيادة الجيش الاسرائيلي ورئاسة الوزراء يدعم "الانسحاب من مدن فلسطينية"، على أساس ان السيطرة الأمنية الاسرائيلية على مدينة نابلس لم تحل دون تنفيذ هجومي رأس العين ومستوطنة "ارييل". لكن مراقبين آخرين رأوا في اتفاق الانسحاب من اريحا وقلقيلية "مصيدة" اسرائيلية للفلسطينيين، إذ يظهر "تعاون" اسرائيل في تنفيذ "خريطة الطريق"، وفي الوقت ذاته يحمّل الفلسطينيين المسؤولية الأمنية ويضع اللوم عليهم في حال تنفيذ اي هجوم. وكانت اسرائيل واصلت تهيئة الرأي العام لاحتمال تجدد المواجهات المسلحة، وتحدثت عن "مؤشرات مقلقة" الى انهيار الهدنة، من نوع فشل الجهود المصرية في تمديد اتفاق وقف النار، واضراب المعتقلين الفلسطينيين والتظاهرات المتوقعة احتجاجاً على عدم اطلاق السجناء، علماً ان اسرائيل اكتفت امس باطلاق 76 سجيناً فلسطينياً، معظمهم حكم في قضايا جنائية، في خطوة قللت الفصائل الفلسطينية من اهميتها.