في اليوم الثالث من جلسات لجنة التحقيق في ظروف انتحار خبير الأسلحة البريطاني ديفيد كيلي، أكدت صحافية تعمل لدى "هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي ان مسؤولين بارزين في الهيئة ضغطوا عليها، للتدخل من أجل تعزيز تقرير أعده ل"بي بي سي" زميلها اندرو غيليغان. ويتهم هذا التقرير حكومة توني بلير بالتدخل لجعل ملف اسلحة الدمار الشامل العراقية أكثر اثارة، بالتالي تبرير قرار شن الحرب على العراق. وأوضحت سوزان واتس المحررة العلمية في برنامج "نيوزنايت" ان المسؤولين في "بي بي سي" أرادوا منها كشف اسم خبير الأسلحة الحكومي، بوصفه المصدر الذي زودها وغيليغان معلومات. وأقرت واتس أمام اللورد هاتون رئيس لجنة التحقيق، بأن ريتشارد سامبروك مدير الأخبار في "هيئة الاذاعة البريطانية" هو الذي ضغط عليها، ما دفعها الى البحث عن نصيحة مستشار قانوني مستقل. ومن شأن التحقيقات الجارية كشف الأسباب التي دفعت كيلي الى الانتحار، بعد بث برنامج ل"بي بي سي" معلومات كشفت اسم كيلي كمصدر لتقاريرها. وقالت واتس انها لم تسم الستير كامبل المستشار الاعلامي لتوني بلير في تقريرين بثتهما في الثالث والرابع من حزيران يونيو الماضي، كمسؤول عن الطلب من جهاز الاستخبارات البريطانية اضافة شيء من الاثارة الى ملف أسلحة الدمار الشامل، تحديداً القول ان العراق بحاجة الى 45 دقيقة لتجهيز سلاحه الكيماوي والبيولوجي. كما أشارت الى أنها أجرت اتصالين هاتفيين بكيلي، في 30 أيار مايو الماضي، بعد اذاعة تقرير غيليغان، ولاحظت ان الأولى لم يقل أثناء الحديث معه ان التقرير الخاص بأسلحة العراق لم يعد قبل اسبوع من اذاعته وكشفه للرأي العام. ومما جاء في نص المكالمة المسجلة بين واتس وكيلي: سوزان واتس: حسناً، عودة الى موضوع اقتراح ال45 دقيقة، هل من الدقة القول ان ما اقترحه غيليغان في محادثاتك السابقة عن أن الستير كامبل هو نفسه من... كيلي: لا، لا يمكنني ذلك. كل ما يمكن قوله ان هذا أتى من المكتب الاعلامي ل10 داوننغ ستريت مقر رئاسة الوزراء. لم أقل الستير كامبل سوزان واتس مقاطعة: هل حاولوا البناء على ذلك؟ أعتقد بأن اسم الستير كامبل مرتبط جداً بالمكتب الاعلامي لأنه المشرف عليه. وأبلغت سوزان واتس لجنة التحقيق ان كيلي أراد القول بوضوح ان كامبل لم يكن شخصاً متورطاً بهذه المسألة، وهو بذلك أراد إزالة الغموض في شأن ما قاله في السابع من أيار الماضي، حين تحدث عن المكتب الصحافي لرئيس الوزراء وليس الستير كامبل كفرد. وأشارت واتس الى أنها بعثت برسالة الى كيلي بواسطة البريد الالكتروني، وفي نص آخر في الشريط الذي سجلته واتس، قال كيلي: "أعرف ان داوننغ ستريت كان قلقاً من البيان، لأن رد الفعل فاق كل تصور، وكانوا يائسين للحصول على معلومات، يدفعون دفعاً بأي شيء يحصلون عليه للنشر". واعتبر كيلي ان "من الخطأ ان يتضمن تقرير الحكومة في شأن ملف الأسلحة العراقية عبارة ال45 دقيقة". وورد في ملاحظات واتس ان كيلي لمح الى لعب الستير كامبل دوراً في ذلك. وأعلن اللورد هاتون في جلسة بعد الظهر انه لن يذيع نص تسجيل المكالمة الهاتفية بين واتس وكيلي، وعزا ذلك الى أنه ينم عن انعدام الذوق وعدم احترام الحساسيات. وبعد سوزان واتس، أدلى غافين هيويت، وهو صحافي آخر من "بي بي سي"، بشهادته أمام اللجنة، وقال انه حاول أن يتحرى من مصادر أخرى، بعد الاستماع الى كيلي، عن صدقية المعلومات التي حصل عليها. أما سامبروك مدير الأخبار في "هيئة الاذاعة البريطانية" فأكد أمام لجنة التحقيق ان الهيئة تعرضت لضغوط وانتقادات من الحكومة بسبب تغطيتها أخبار الحرب على العراق. وسجلت اللجنة ان كامبل كان عبر عن امتعاضه من تقارير اندرو غيليغان التي كان يبعث بها من العراق، بخاصة لجهة الخشية من استخدامه من قبل وسائل الدعاية العراقية.