أدى وقوع عمليتين انتحاريتين الثلثاء قرب مناطق لم يشملها السياج الأمني بعد الى توفير ذرائع جديدة الى الاسرائيليين المصرين على بناء هذا الجدار لمنع تسلل الانتحاريين الفلسطينيين من الضفة الغربية. ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية أمس عن مصادر امنية قولها ان عملية السلام تلقت ضربة قوية قد تكون الاسوأ خلال الاسابيع الماضية، بعد حصول هاتين العمليتين الانتحاريتين اللتين كان في الامكان منع وقوعهما لو كان السياج الأمني استكمل بناؤه. وقالت هذه المصادر: "في السابق كانت الهجمات الارهابية تستهدف ناتانيا والخضيرة والعفولة في اسرائيل. وبعدما باتت هذه المدن بمأمن وراء السياج الأمني فان الارهابيين توجهوا الى روش ها عين رأس العين". واعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية يوناثان بيليد: "ان الارهابيين يتسللون الى الامكنة التي لم يصلها بعد السياج الامني"، مضيفاً: "علينا ان نواصل بناء هذا السياج ما دامت السلطة الفلسطينية لا تزال عاجزة عن منع الانتحاريين من الدخول الى اسرائيل". وتعتبر اسرائيل انه لا بد من ان يشمل السياج الأمني وسط اسرائيل. وجاءت العمليتان الاخيرتان لتؤكدا ذلك. الا ان الفلسطينيين يؤكدون ان هذا الجدار الفاصل الذي يتوغل بعيدا في مناطق كثيرة داخل الضفة الغربية قد يتحول الى الحدود المقبلة للدولة الفلسطينية بحكم الأمر الواقع ويرفضون بشدة عمليات مصادرة الاراضي حول هذا الخط. وعبر الاميركيون ايضا عن استيائهم لبناء هذا السياج ويعتبرون ان بناءه يعرقل عملية السلام وهددوا بفرض عقوبات اقتصادية على اسرائيل في حال واصلت بناءه. وافاد مصدر ديبلوماسي ان الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط ويليام بيرنز لم يتطرق الى موضوع السياج مع رئيس الوزراء ارييل شارون خلال لقائه به مساء الثلثاء بعد ساعات على العمليتين الانتحاريتين. وقبل اسبوعين ورغم انتقادات الرئيس جورج بوش المتكررة لبناء السياج، اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون من البيت الابيض نفسه في ختام لقائه الرئيس الاميركي، ان بناء هذا السياج سيتواصل مع العمل قدر الامكان على تخفيف انعكاساته السلبية على الفلسطينيين. ويبدو ان هناك نوعا من الاجماع في اسرائيل على بناء هذا السياج مع امكان تغيير مساره في بعض المناطق. وقد تم الانتهاء من العمل في 140 كلم من هذا السياج في شمال الضفة الغربية اضافة الى 17 كلم تحيط بالقدس المحتلة بينما لا يزال العمل جارياً في مناطق اخرى. وقال مايكل طرزي الناطق باسم منظمة التحرير الفلسطينية: "في امكان الاسرائيليين بناء هذا السياج اذا اعتقدوا بأنه سيجلب الامن لهم. الا ان طريقة بنائه تضمن الامن للاحتلال وليس لاسرائيل". وأضاف: "عندما تتم مصادرة الاراضي الزراعية لشخص ما فهو يصبح خطراً امنياً ... ولا بد من ان نرى اليوم ما اذا كانت الولاياتالمتحدة ستنجح في اقناع اسرائيل بوقف بناء السياج أو في بنائه على الخط الاخضر".