اعطى الجيش الاسرائيلي امس حرية اكبر لجنوده باطلاق النار في المناطق المجاورة للجدار الامني الذي تقوم اسرائيل ببنائه في الضفة الغربية، ليخطو بذلك خطوة اضافية نحو مزيد من القمع للانتفاضة الفلسطينية في الذكرى الثالثة لانطلاقها. كما فرض الجيش الاسرائيلي ايضا ابتداء من مساء امس اغلاقا كاملا على الاراضي الفلسطينية يستمر حتى الاثنين بمناسبة الاحتفال بيوم كيبور اليهودي. وقال مصدر عسكري بدأ الجيش تدريجيا بتخفيف القيود المفروضة على اطلاق النار في المناطق الواقعة قرب الجدار بهدف منع الارهابيين من الاقتراب من السياج بغية التسلل الى داخل اسرائيل او تخريب اعمال بنائه. علي حد قولة. رافضا اعطاء توضيحات حول التعليمات الجديدة هذه وعمق المناطق المحيطة بالجدار الامني التي ستطبق فيها. واكد انه لن يسمح للفلسطينيين بالاقتراب الا في المناطق التي توجد فيها نقاط عبور وخلال ساعات فتحها فقط. وسيكون عليهم من جهة اخرى تنسيق مرورهم مع مكتب الارتباط الاسرائيلي-الفلسطيني المحلي. واضاف في الواقع، فان تعليمات اطلاق النار المعتمدة بالنسبة لقطاع غزة (المحاط بجدار امني) ستطبق في الضفة الغربية. واعتبر المصدر نفسه ان اي فلسطيني يقترب كثيرا من الجدار لا يمكن الا ان تكون لديه نوايا عدوانية. وقالت صحيفة معاريف ان هذه التعليمات ستتيح للجنود اطلاق النار قبل انتهاء المهلة التي تعطى بعد اطلاق النار التحذيري. واوضحت الصحيفة انه خلال الاسابيع الماضية اختبر الجيش في بعض المناطق تعليمات جديدة تجعل من كل شخص يدخل الى مسافة 50 مترا من محيط الجدار هدفا محتملا. وصوتت الحكومة الاسرائيلية الاربعاء الماضي على مواصلة اعمال بناء الجدار الذي سيتوغل في الضفة الغربيةالمحتلة، ووصفه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بانه حائط عنصري وانتقدته الولاياتالمتحدة والامم المتحدة. ويفترض ان يمتد هذا الجدار بطول 430 كيلومترا ويشمل 80% من اصل 231 الف مستوطن يقيمون في الضفة الغربية يضاف اليهم نحو 200 الف اسرائيلي يقيمون في القدسالشرقيةالمحتلة التي ضمتها اسرائيل العام 1967. وتفيد منظمة بتسيلم الاسرائيلية المدافعة عن حقوق الانسان ان 11170 فلسطينيا يقيمون في 13 بلدة سيجدون انفسهم في الجانب الاسرائيلي من الجدار في حين ان 72 الفا اخرين يقيمون في 37 بلدة سيكونون محاصرين عمليا. يضاف الى ذلك ان نحو 250 الف فلسطيني يقيمون في القدسالشرقية سينقطعون عن الضفة الغربية ايضا. وتقدر الكلفة الاجمالية لهذا المشروع الذي يهدف رسميا الى منع تسلل انتحاريين الى الاراضي الاسرائيلية باكثر من مليار دولار. وتنوي الحكومة الاسرائيلية برئاسة ارييل شارون انجازه في غضون سنة ونصف السنة او سنتين مدعومة بتأييد شعبي واسع. ودشن جزء اول من الجدار يمتد على 140 كيلومترا قرب الخط الفاصل بين اسرائيل والضفة الغربية، نهاية تموز/يوليو الماضي. وسيتم تشييد الجزء الباقي الممتد على 290 كيلومترا الذي اقرته الحكومة على عدة مراحل. كما ان سياجا امنيا سيقام شرق خمس مستوطنات او مجمعات استيطانية مثل ارييل. وسيربط هذا السياج لاحقا بالجدار الامني بعد ستة اشهر. من جهة ثانية اعتقل الجيش الاسرائيلي نحو اربعين فلسطينيا كما اصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح بالرصاص خلال عمليات عسكرية. فقد افاد شهود ومصادر امنية ان ثلاثة فلسطينيين اصيبوا بجروح واعتقل نحو عشرين اخرين في مقهى في احدى بلدات شمال الضفة الغربية خلال عملية توغل للجيش الاسرائيلي اليوم الجمعة. وخلال هذه العملية في بلدة قباطية قرب جنين جرح ثلاثة عمال في المقهى بنيران الجيش الاسرائيلي على ما افاد صاحب المقهى ماهر زكارنه في تصريح لوكالة فرانس برس. واوضحت مصادر امنية ان الجيش الاسرائيلي اعتقل اثنين من الجرحى بينما تم نقل الثالث الى مستشفى فلسطيني. واضافت المصادر ذاتها ان الجنود اعتقلوا ايضا نحو عشرين شخصا كانوا في المقهى.