سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موفاز قد يبلغ دحلان اليوم تسليم الفلسطينيين المسؤولية الأمنية عن اريحا وقلقيلية . اسرائيل تتوقع نجاح اللقاء بين بوش وشارون والتغلب على الخلاف بشأن الجدار الفاصل والاستيطان
لم تنتظر وسائل الاعلام العبرية انتهاء الاجتماع بين الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون في واشنطن مساء أمس لتقويم نتائجه بل بدت واثقة، اعتماداً على تسريبات من حاشية شارون ان اجواء حميمة وودية سادت اللقاء بعدما مهّد لتلك الأجواء تفاهم بين شارون ومستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض كوندوليزا رايس يقضي بأن واشنطن وتل أبيب ستواصلان المداولات حول مقطع الجدار الفاصل، مثار الخلاف قرب مستوطنتي "ارييل" و"عمانوئيل"، علماً أن البناء فيه لن يتم قبل مطلع العام المقبل. وعززت هذه الأجواء نية اسرائيل اعلانها اليوم تسليم السلطة الفلسطينية المسؤوليات الأمنية عن مدينتي اريحا وقلقيلية. توقعت مصادر صحافية اسرائيلية مطلعة ان يتكلل لقاء الرئيس الاميركي جورج بوش مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بالنجاح اسوة باللقاءات السبعة السابقة التي جمعت بينهما في البيت الأبيض منذ عامين ونصف عام. وقالت ان لقاء شارون مع كوندوليزا رايس بدد المخاوف الاسرائيلية من احتمال تعثر الاجتماع بين بوش وشارون على خلفية الموقف الأميركي من الجدار الفاصل المطالب بتغيير مساره. وأكدت ان رايس لم تطالب رئيس الحكومة الاسرائيلية بوقف البناء بل أبلغته ان "صديقاً ينتظره في البيت الأبيض" وطلبت منه أن تعمل اسرائيل على تفادي المساس قدر الامكان، بالمدنيين الفلسطينيين المقيمين بمحاذاة مسار الجدار الفاصل. من جهته أبلغ شارون المستشارة الاميركية ان العمل في المقطع المثير للخلاف، والمتوقع أن يقضم مساحات شاسعة من أراضي الضفة الغربية لن يبدأ قبل مطلع العام 2004 وأنه حتى ذلك الموعد يمكن اعادة النظر في المسار، وفقاً للتطورات على الأرض. وطالب شارون ايضاً بأن يكف الرئيس الأميركي عن استعمال مصطلح جدار wall لأن الحديث هو عن سياج fence أمني على غرار السياج المحيط بقطاع غزة وعلى الحدود الشمالية لاسرائيل "الغرض منه حماية الاسرائيليين ومنع تسلل انتحاريين". وبحسب مصادر قريبة من شارون، فإن هذا سيكرر على مسامع الرئيس الأميركي ترتيلته بأن السلطة الفلسطينية لا تقوم بأي عمل جدي من أجل تنفيذ التزامها تفكيك البنى التحتية العسكرية للفصائل المسلحة ما يعرض الهدنة الى الخطر وينذر باحتمال استئناف المواجهات المسلحة وانهيار العملية السلمية. وأشارت المصادر ذاتها الى ان "رزمة بادرات حسن النية" التي حملها شارون الى واشنطن ساهمت في إنجاح زيارته والتغلب على الخلاف في الرأي بين واشنطن وتل أبيب في مسألتي الجدار الفاصل والاستيطان "ما يؤكد عدم وجود أي سياج يفصل بين بوش وشارون". الى ذلك، نقلت الاذاعة العبرية عن قريبين من وزير الدفاع شاؤول موفاز احتمال اجتماعه اليوم بالوزير الفلسطيني لشؤون الأمن محمد دحلان لابلاغه رسمياً تسليم سلطات الاحتلال الفلسطينيين المسؤولية الأمنية عن مدينتي اريحا وقلقيلية "فوراً"، على رغم تكرار موفاز، أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية امس اتهاماته السلطة الفلسطينية بعدم العمل ضد الفصائل الفلسطينية المسلحة "ما قد يعرض اسرائيل الى موجة جديدة من العنف والعمليات الارهابية تنطلق من المدن التي ننسحب منها". وأدلى قائد اركان الجيش الجنرال موشيه يعالون بتصريحات مطابقة معتبراً الفترة الحالية حساسة للغاية، مضيفاً ان جيشه يستعد لاحتمال تجدد "موجة العنف" اذا واصلت السلطة الفلسطينية الامتناع عن مواجهة التنظيمات المسلحة. لكن مسؤولاً كبيراً في الاستخبارات العسكرية توقع ان تدوم الهدنة التي اعلنتها الفصائل الفلسطينية اكثر من ثلاثة اشهر، مشيراً الى ان غالبية الفلسطينيين تدعمها، وقال في لقاء مع المراسلين الاسرائيليين للشؤون العسكرية ان رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن يصر على عدم ممارسة القوة لتجريد الفصائل من اسلحتها "على رغم ان الاميركيين اوضحوا له انهم لن يتنازلوا عن المطلب بتفكيك البنى التحتية العسكرية لهذه الفصائل". وتابع يقول انه اذا نجح ابو مازن في مهمته هذه "من دون اطلاق رصاصة واحدة" فان اسرائيل سترحب بذلك بكل تأكيد. وابدى المسؤول قلقه من "النجاح الجزئي" فقط الذي حققه دحلان في فرض نفوذه على التنظيمات الفلسطينية في الضفة الغربية. وزاد ان حركة "حماس" ما زالت تتلقى دعماً مالياً كبيراً من منظمات غير حكومية في المملكة العربية السعودية "يضاهي 70 في المئة من مجمل الاموال التي تتلقاها الحركة". واتهم الحركة بمواصلة تدريباتها العسكرية وانتاج قذائف "القسام"، زاعماً انها نجحت في تطوير قذائف يبلغ مداها 10 كلم. وتطرق مسؤول الاستخبارات الى تصريحات الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، مطلع الاسبوع وقال انه ليس لديه ما يدعو الى الاعتقاد بأن العقيد في الاحتياط الاسير لدى الحزب حنان ننتنباوم ليس على قيد الحياة معتبراً ان تهديدات نصر الله بأسر اسرائيليين تدل على ضائقة يعيشها الحزب "على خلفية عجزه عن تنفيذ عمليات كبيرة ضد اسرائيل، باستثناء اطلاق مضادات ارضية وعدم لعبه اي دور في اطلاق أسرى فلسطينيين". وتابع ان سورية التي لمحت الى رغبتها في العودة الى طاولة المفاوضات لا تنوي تقديم اي تنازلات جدية وتصر على استئنافها من حيث توقفت مضيفاً انها تعاني ضائقة سياسية واقتصادية وان الاجراءات التي قامت بها لتقليص حجم نشاط الفصائل الفلسطينية على اراضيها ليست سوى تكتيكية.