سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جيش الاحتلال يدافع عن "حقه" في مواصلة نشاطه العسكري وينصح بعدم تسليم نابلس . شارون لن يسمح ب"دولة" دون تفكيك "الارهاب" وبناء "الجدار" مستمر رغم الانتقادات الأميركية
أعفت اسرائيل نفسها من مسؤولية تصعيد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ورأت ان العدوان الذي نفذته الجمعة الماضي في نابلس يندرج ضمن "حقها" في النشاط العسكري في البلدات الفلسطينية التي لم تتسلم السلطة الفلسطينية المسؤولية الأمنية عنها. ونقل رئيس أركان الجيش الجنرال موشيه يعالون تقديرات الجيش بأن السلطة لن تقوم بأي عمل ضد قواعد الفصائل المسلحة حتى انتهاء سريان الهدنة أواخر الشهر المقبل. من جهته، أعلن وزير الخارجية سلفان شالوم ان اسرائيل ستواصل بناء الجدار الفاصل على رغم الخلافات مع واشنطن على مساره. قال رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون انه لن يسمح باقامة دولة فلسطينية حتى في حدود موقتة إذا لم تعمل السلطة الفلسطينية على تفكيك البنى التحتية العسكرية للفصائل الفلسطينية "على رغم الجدول الزمني لاقامة مثل هذه الدولة بمقتضى خريطة الطريق". وجاءت أقوال شارون في ختام جلسة الحكومة الاسبوعية امس التي استمعت الى تقرير من قائد الجيش الجنرال موشيه يعالون أعرب فيه عن تقديرات قيادة الجيش بأن السلطة الفلسطينية لن تنشط خلال الأيام التسعين للهدنة المعلنة ضد الفصائل المسلحة، مضيفاً ان وزير الدولة الفلسطيني لشؤون الأمن محمد دحلان لا يحرك ساكناً ضد ناشطي "حماس" و"الجهاد الاسلامي". وزاد ان اسرائيل ليست شريكاً في اتفاق الهدنة وأنها ستواصل نشاطها العسكري في كل مكان لم تسلم فيه المسؤولية الأمنية للسلطة الفلسطينية، مسوغاً بذلك عملية التوغل في نابلس الجمعة الماضي، ومهدداً بعمليات مماثلة "إذا رأى الجيش ضرورة القيام بها". وزعم يعالون ان اجهزة الأمن الفلسطينية ضبطت قبل أيام شاحنة محملة بقذائف "قسام"، لكنها سرعان ما أخلت سبيلها ولم تقم باعتقال أي من الناشطين الذين نقلوا القذائف الى داخل القطاع. وتابع ان فصائل المعارضة تستغل الهدنة لإعادة ترميم قواعدها وتهريب أسلحة من مصر عبر أنفاق في منطقة رفح استعداداً لاستئناف المواجهات. واتهم الجيش المصري بالضلوع في عملية تهريب الأسلحة، زاعماً أن عدداً من الانفاق يبدأ من موقع للجيش المصري وينتهي داخل رفح الفلسطينية. وكان وزير الخارجية سلفان شالوم وصف "الأوضاع الحالية" بأنها لا تطاق حيال رفض الفلسطينيين تنفيذ التزاماتهم في شأن مكافحة الارهاب، مضيفاً هو أيضاً ان الهدنة شأن فلسطيني "أما ما يعني اسرائيل فهو تعهد السلطة تفكيك قواعد الارهاب وتجريد التنظيمات من أسلحتها". وزاد ان الأوضاع الأمنية تبدو "معلقة في حبال الهواء". الى ذلك، استبعدت أوساط أمنية رفيعة المستوى انهيار الهدنة على رغم "عملية نابلس" واستشهاد ناشطين من "حماس" ورأت ان من مصلحة "حركة المقاومة الاسلامية" مواصلة الهدنة لأشهر أخرى "لتتمكن من اعادة تأهيل بناها التحتية العسكرية". ورفضت رؤية العملية خرقاً لوقف النار، وقال قائد جيش الاحتلال في الضفة الغربية جادي ازنكوط ان جيشه يتمتع بحرية النشاط والمبادأة بعمليات عسكرية لاحباط محاولات لتنفيذ هجمات مسلحة ضد أهداف اسرائيلية، زاعماً ان الجيش أحبط عشر محاولات للقيام بعمليات تفجيرية. ونصح الضابط قيادة الجيش بعدم تسليم المسؤولية الأمنية عن مدينة نابلس للسلطة الفلسطينية في غياب قيادة فلسطينية قوية في المدينة. وأضاف ان حركة "حماس" تخطط لارتكاب عملية كبيرة في اسرائيل في الأيام القليلة الوشيكة للثأر من قتل اثنين من ناشطيها. من جهتها، اتهمت النائبة اليسارية زهافا غلؤون الحكومة الاسرائيلية باغتيال الهدنة. وقالت ان عمليات التوغل في المناطق الفلسطينية وعدم ازالة الحواجز العسكرية وعملية الافراج "الوهمية" عن الأسرى تدلل الى نية اسرائيل الحقيقية تخريب الهدنة واعتمادها "لعبة عدم اعطاء شيء للفلسطينيين فيما نحن نتمتع بالتهدئة وبالهدوء". شالوم: سنواصل بناء السياج وأكد وزير الخارجية سلفان شالوم ان أعمال البناء في الجزء الثاني من "الجدار الفاصل" الذي تقيمه اسرائيل في عمق الضفة الغربية ستتواصل على رغم "عدم التفاهم" مع الولاياتالمتحدة في شأن مساره. واستخف بالانتقادات الأميركية المتتالية، قائلاً ان "الخلافات في الرأي بين الأصدقاء أمر طبيعي". ونفى بذلك ما أشيع في الأيام الأخيرة من موافقة اسرائيل على الطلب الأميركي تغيير مسار الجدار أو وقف البناء، للحيلولة دون شمل مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية المقامة على مستوطنة "آرييل" الكبرى في الجانب الاسرائيلي من الجدار. وزعم مجدداً ان الجدار أمني وليس سياسياً ومن شأنه ان يدعم عملية السلام. واستدرك ان تل أبيب ترغب في مواصلة البناء من خلال التنسيق مع حليفتها واشنطن "التي تعترض حالياً على المسار"، معرباً عن ثقته بالتوصل الى حل معها يقضي ببناء جدار يوفر أقصى حد من الأمن للاسرائيليين والمستوطنين ويحافظ على التفاهمات مع الولاياتالمتحدة. شارون يصادق على موازنة طرق استيطانية في غضون ذلك، كشفت مصادر صحافية ان شارون صادق على شق ثلاثة شوارع رئيسية في الضفة بكلفة 150 مليون شيكل أكبر من 33 مليون دولار تضمن التواصل الجغرافي بين المستوطنات القائمة وبؤر استيطانية "غير شرعية" بحسب القاموس الاسرائيلي، ليتم الزعم لاحقاً ان هذه البؤر تابعة لمناطق نفوذ المستوطنات. اطلاق 99 سجيناً جنائياً غداً ونشرت مصلحة السجون في اسرائيل على شبكة الانترنت أسماء 99 سجيناً فلسطينياً قررت لجنة وزارية خاصة اطلاقهم كبادرة حسن نية تجاه الفلسطينيين لينضموا الى السجناء والأسرى ال343 الذين أفرج عنهم الاسبوع الماضي. وأكدت الاذاعة العبرية ان جميع السجناء الذين سيفرج عنهم غداً هم من السجناء الجنائيين أو الذين اعتقلوا بجرم الاقامة غير المشروعة داخل اسرائيل.