عاودت اسرائيل تأكيد رفضها التام لأي "هدنة جزئية" قد تعلنها الفصائل الفلسطينية بعد اجتماعها في العاصمة المصرية وجددت القول انها ليست طرفاً في هذه المفاوضات، فيما اكدت مصادر سياسية وعسكرية ان جيش الاحتلال سيكف عن اغتيال الناشطين الفلسطينيين باستثناء "القنابل الموقوتة"، في حال تحقق الهدوء الفعلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وكشف مسؤول عسكري كبير زيف ادعاءات وزير الدفاع شاؤول موفاز بانه سيتم اخلاء البؤر الاستيطانية "غير القانونية". رأى رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال موشيه يعالون ان التوصل الى "هدنة جديدة" في اعمال العنف الفلسطينية "هو في مصلحة حركة المقاومة الاسلامية حماس التي تلقت في الشهور الاخيرة ضربات قاسية ما حدا بقيادتها الى الموافقة على هدنة جديدة تمنحها المأمن والحصانة" من ملاحقة جيش الاحتلال لها. وزعم، اثناء تقديمه تقريراً امنياً في جلسة الحكومة الاسبوعية امس ان الهدوء النسبي الحاصل في الاسابيع الاخيرة يعود الى النشاطات العسكرية الاسرائيلية المكثفة "لإحباط عمليات ارهابية". من جهتها، اكدت مصادر سياسية رفيعة المستوى موقف فصائل فلسطينية من عدم تحييد المستوطنين وجنود الاحتلال في الهجمات الفلسطينية على اهداف اسرائيلية وقصرها فقط على المدنيين داخل الخط الاخضر. وقالت ان اسرائيل لا يعنيها ما يدور من حوار بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة وانها تصرّ على مطالبة السلطة الفلسطينية ب"مكافحة الارهاب" وتجريد كل هذه الفصائل من اسلحتها، مكررة ان الاختبار لأي اعلان لوقف النار سيكون على ارض الواقع وليس بمجرد الكلام والتصريحات. وتابعت ان الجيش سيوقف عملياته التي تستهدف الكوادر الفلسطينية وممارساته في الاراضي الفلسطينية "اذا لمس ان الهجمات المسلحة توقفت تماماً". لكن مصادر صحافية موثوقة افادت ان تل ابيب أبلغت السلطة الفلسطينية وواشنطن بأنها ستتوقف عن الاغتيالات فعلاً في حال ساد الهدوء باستثناء الحالات التي تتوافر فيها انذارات ساخنة بنية جهة فلسطينية تنفيذ "عملية ارهابية" و"حينها لن يتردد الجيش في العمل بصورة فورية وحازمة ضد هذه القنابل الموقوتة". شعث وفياض يلتقيان شالوم في روما ورجحت المصادر الصحافية ان يكون الوزير الفلسطيني صائب عريقات ومدير مكتب رئيس الحكومة الفلسطينية حسن ابو لبدة اطلعا، مساء امس، مدير مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية دون فايسغلاف ومستشار شارون الاعلامي شالوم ترجمان على تفاصيل "محادثات القاهرة"، على رغم ان الاجتماع بينهم كرّس للتمهيد للقاء بين رئيسي الحكومتين. في سياق متصل تحدثت اذاعة الجيش عن اجتماعات اسرائيلية فلسطينية اخرى متوقعة هذا الاسبوع منها لقاء الوزيرة تسيبي لفنه بالوزير الفلسطيني السابق محمد دحلان، وآخر سيجمع في روما بين وزيري الخارجية الفلسطيني والاسرائيلي نبيل شعث وسلفان شالوم في حضور وزير المال الفلسطيني سلام فياض. واعلن شارون دعمه عقد هذه اللقاءات "وهي افضل من اللقاءات التي يعقدها اسرائيليون مع فلسطينيين وعرب يهاجمون فيه سياستي وسياسة الحكومة" في اشارة الى أحد مهندسي "وثيقة جنيف" الوزير السابق يوسي بيلين. اخلاء البؤء الاستيطانية - كلام فارغ! وكررت مصادر امنية اسرائيلية الزعم ان وزير الدفاع شاؤول موفاز عاقد العزم على اخلاء 16 نقطة استيطانية "غير قانونية" سيحاول التفاهم بشأنها مع مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال لقائه قادته اليوم. ويظهر مما اورته الصحف العبرية امس ان الحديث يدور حول 15 نقطة مهجورة لا يرتع فيها اي مستوطن بينما النقطة السادسة عشرة يقيم فيها عشرات العمال الوافدين من الصين، الذين يتخذون منها مكاناً للمبيت والاستراحة من العمل اليومي في بناء احدى المستوطنات الدينية. ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن مسؤول عسكري اسرائيلي انه في واقع الحال لن يتم اجلاء اي مستوطن: "لا توجد اي خطة جديدة لاخلاء مستوطنين. هذا مجرد كلام فارغ... مجرد ذرّ رماد في عيون الاسرائيليين"، يستهدف ارضاء واشنطن التي ترى في التوسع الاستيطاني عقبة في طريق استئناف المفاوضات السلمية. وكانت حركة "السلام الآن" الاسرائيلية فضحت ادعاءات موفاز انه تم اغلاق 43 نقطة استيطانية واكدت ان هناك اكثر من مئة كهذه يسعى موفاز، وباعتراف نائبه زئيف بويم الى اضفاء الشرعية عليها، كما كُشف عن قيام مختلف الوزارات في حكومة شارون بإمداد المستوطنين في هذه النقاط بالموازنات للبناء وتعبيد الطرق التي تربط بين عشرات النقاط والمستوطنات القائمة منذ عشرات السنين، للادعاء لاحقاً ان النقاط مقامة في "منطقة نفوذ المستوطنات"!