بثت الاذاعة العبرية العامة ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون سيبلغ نظيره الفلسطيني محمود عباس ابو مازن في لقائهما غداً، ان اسرائيل لن تعيد انتشار جيشها في مدن الضفة الغربية "قبل ان يثبت الفلسطينيون جدية في محاربتهم الارهاب"، ما يعني بمقتضى الاملاء الاسرائيلي ان تباشر السلطة الفلسطينية بنزع الاسلحة من فصائل المقاومة وفي مقدمها "حماس" و"الجهاد الاسلامي". وزادت ان شارون سيوضح لضيفه ان وسيلة الاقناع التي تنتهجها حكومته مع الفصائل "لن تفكك بناها التحتية العسكرية كما تقضي خريطة الطريق الدولية". وصعّدت اسرائيل اتهاماتها لحركة "حماس" باستغلال الهدنة التي اعلنتها وسائر الفصائل لتسريع وتيرة انتاج قذائف "قسام" يدوية الصنع ووسائل قتالية اخرى واستجماع قواها تمهيداً لاستئناف الهجمات المسلحة. ورأت محافل سياسية اسرائيلية مطلعة في "تهادن" السلطة الفلسطينية مع "حماس" وتجنب الدخول في نزاع دام معها "تأكيداً على الخطر المتربص باسرائيل من اعلان الهدنة وخرقاً للتفاهمات". وزادت ان مهلة الاسابيع الاربعة التي وافقت اسرائيل، بطلب اميركي، على منحها للحكومة الفلسطينية لتتدبر امورها وتشرع في تجريد الفصائل من اسلحتها قد انتهت، وان اجهزة الامن الفلسطينية عادت الى انتهاج سياسة "الباب الدوار" مع الناشطين الفلسطينيين المسلحين "وليست الاعتقالات الاخيرة سوى شكلية". وقال وزير الخارجية سلفان شالوم ان الحكومة الفلسطينية تتنصل من استحقاقاتها في "خريطة الطريق" في مسألتي "وقف الارهاب" والتحريض مضيفاً ان اسرائيل نفّذت المطلوب منها وان مسألة اطلاق الاسرى الفلسطينيين ليست من المسائل التي تعالجها الخريطة الدولية "انما قرار الحكومة درس اطلاق بضع مئات هو بادرة حسن نية"، وانه لا يجوز استغلال هذه القضية والمعايير التي وضعتها الحكومة ذريعة لخرق وقف النار والتفاهمات الامنية. وفي شأن متصل ب"الخريطة"، قال شالوم ان دولاً اوروبية تمارس، سوية مع اسرائيل، ضغوطاًً على مصر والاردن لاعادة سفيريهما الى تل ابيب، مضيفاً ان سبب سحبهما الانتفاضة قد زال وان من غير المعقول ان يبقى السفيران في بلديهما فيما تجري اسرائيل اتصالات مباشرة مع الفلسطينيين. تعديل مسار الجدار؟ الى ذلك، أفادت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان الحكومة الاسرائيلية تدرس امكان تعديل مسار "الجدار الامني الفاصل" بين اسرائيل والضفة الغربية وذلك حيال ضغوط اميركية لوقف بنائه او، على الاقل، للحؤول دون ان يبتلع مزيداً من اراضي الضفة الغربيةالمحتلة، وان يقام بمحاذاة "الخط الاخضر" حدود 4 حزيران / يونيو 1967. اضافت ان الضغوط تمارس على تل ابيب لضمان ان تبقى الاحياء الفلسطينية في القدسالمحتلة خارج الجدار الجاري بناؤه حول المدينة والمعروف ب"غلاف القدس". واشارت الصحيفة الى ان اجتماعاً خاصاً في هذا الشأن سيعقده شارون مع رؤساء الاجهزة الامنية المختلفة الذين استمعوا هم ايضاً الى الانتقادات التي وجهتها مستشارة الامن القومي في البيت الابيض كوندوليزا رايس على اقامة الجدار، اثناء زيارتها المنطقة. اخيراً طالب وزير الداخلية احد اقطاب حزب "شينوي" ابراهام بوراز رئيس الحكومة بالعمل على ضم حزب "العمل" الى حكومته وفضّ الشراكة مع الحزبين المتطرفين "الاتحاد القومي" و"مفدال" على خلفية معارضتهما تقديم اي تنازل اسرائيلي في المفاوضات مع الفلسطينيين لكن استمزاجاً للرأي اشار الى ان التطرف اليميني لم يعد محصوراً في الحزبين المذكورين انما في حزب "ليكود" الذي يتزعمه شارون، فقد اعلن 19 نائباً رفضهم "خريطة الطريق" مع التحفظات الاسرائيلية منها، وأيدها 15 فقط ولم يدل الستة الآخرون رأيهم. الى ذلك، ذكر بيان عسكري ان القائد الجديد لجيش الاحتلال في المنطقة العسكرية الجنوبية التي تشمل قطاع غزة الجنرال دان هارل تسلم مهامه أمس خلفاً للجنرال دورون الموغ. وجرت حفلة التسلم والتسليم في مقر الهيئة العامة للاركان في تل ابيب بحضور وزير الدفاع شاؤول موفاز ورئيس الاركان الجنرال موشي يعالون. وقام الجنرال هارل المولود في 1955 في حيفا، بمهام رئيس العمليات في هيئة الاركان منذ 2001 ويحمل ديبلوماً من الاكاديمية العسكرية الاميركية لضباط المدفعية اضافة الى ديبلوم في العلوم السياسية من جامعة حيفا. ومن المقرر ان يواصل الجنرال الموغ دراسته بعدما كان القائد الاعلى لما يسمى بالمنطقة العسكرية الجنوبية والحائز على شهادة دكتوراه في العلاقات الدولية وادارة الشؤون من جامعة تل ابيب. وتشير وسائل الاعلام الى انه مرشح ليشغل منصب نائب رئيس الاركان للجيش الاسرائيلي.