أعلن في طهران أمس ان اعضاء تنظيم "القاعدة" المعتقلين الذين اسقطت عنهم جنسيات دولهم سيحاكمون في ايران. وفيما اتهمت السلطات الاميركية باكستانياً بالتآمر لتقديم أموال الى التنظيم بعد أربعة أشهر من احتجازه في نيويورك، أعلن متهم مغربي يحاكم في هامبورغ رفضه الادلاء بشهادته خلال محاكمته التي تبدأ جلساتها الاسبوع الجاري. ونقلت صحيفة "انتخاب" الايرانية عن وزير الاستخبارات علي يونسي قوله "سيحاكم المحتجزون الذين سحبت جنسياتهم ولا يمكن تسليمهم لدول اخرى في ايران". واعترفت ايران الشهر الماضي بأنها تحتجز عددا من كبار قادة "القاعدة" الذين فروا من افغانستان اثر سقوط حكومة "طالبان"، لكنها رفضت ذكر اسماء. ويعتقد ان من بين المحتجزين في ايران سليمان ابو غيث وهو كويتي المولد ومدرس سابق اصبح ناطقاً باسم التنظيم اثر هجمات 11 ايلول سبتمبر. وسحبت الجنسية الكويتية من ابو غيث بعدما ظهر على شاشات التلفزيون العالمية يصدر تهديدات بشن هجمات جديدة. وأكدت طهران انها لن تسلم اي من اعضاء التنظيم المعتقلين لواشنطن. ونفت تقارير اعلامية بانها تحاول ابرام اتفاق لتبادل السجناء مع الولاياتالمتحدة. كما أعلنت انها ستسلم بعض المحتجزين من اعضاء "القاعدة" الى "دول صديقة" لم تحددها، وان من ارتكبوا جرائم في ايران سيحاكمون امام محاكمها. من جهة أخرى، وجه ممثل الادعاء في مانهاتن الى عزير براتشا 23 عاماً المحتجز كشاهد ضالع في المؤامرة منذ اعتقاله سراً نهاية آذار مارس الماضي تهم التآمر لمساعدة عضو في "القاعدة" في الحصول على وثائق تسمح له بدخول الولاياتالمتحدة والحصول على صفة مهاجر قانوني. وفي حال ادانته يواجه براتشا السجن لمدة 15 عاماً وغرامة مالية بحد اقصى 250 الف دولار. ومثُل المتهم امام محكمة اتحادية أول من أمس يرافقه محاموه وأكثر من عشرة من اعضاء أسرته، وقال للقاضي انه يفهم حقوقه وانه قرأ عريضة الاتهام. ومن المقرر عقد جلسة استماع الثلثاء المقبل للبحث في امكان الافراج عنه بكفالة. وأكد محامي المتهم انتوني ريكو للصحافيين في وقت لاحق ان موكله بريء من التهم المنسوبة اليه. وقال: "الاتهامات معقدة والمؤامرة معقدة جداً، وبعيدة جداً عن نطاق عزير براتشا". وأضاف ان موكله البالغ من العمر 23 عاماً ليس له اي تاريخ في الانخراط في الجماعات الدينية او السياسية. واعتقل براتشا، وهو باكستاني لديه اقامة دائمة في الولاياتالمتحدة، سراً في آذار الماضي من مكتب التحقيقات الاتحادي. وأوضح مسؤولون امنيون ان براتشا وافق اثناء لقاء في باكستان في وقت سابق هذا العام على مساعدة عضو في القاعدة في الحصول على وثائق تسمح له بدخول الولاياتالمتحدة وربما تمنحه وضع مهاجر. واعتبر وزير العدل الاميركي جون اشكروفت ان "هذه القضية تكشف ان القاعدة ستبذل جهداً هائلاً لحشد التأييد لها في الولاياتالمتحدة". الى ذلك، الى ذلك، أعلنت جول بينار كبيرة محامي الدفاع عن المغربي عبد الغني مزودي 30 عاما الذي يمثل الخميس المقبل أمام محكمة في هامبورغ بتهم التآمر لقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص في هجمات 11 أيلول ومساعدة منظمة متشددة ان موكلها سيرفض الادلاء بشهادته أمام المحاكمة، وأشارت إلى أنها ستطلب من المحكمة السماح لها بقراءة بيان أعده مزودي يشرح فيه أسباب إحجامه عن الادلاء بشهادته. ومزودي كان صديقا للمصري لمحمد عطا زعيم "خلية هامبورغ" وشاهدا على وصيته. ويعتقد المحققون أن مزودي مول أعضاء الجماعة في مرحلة لاحقة. وزعم أيضا أنه كان أحد المقربين إلى رمزي بن الشيبه الذي اعتقل في باكستان العام الماضي والمعتقل حاليا في الولاياتالمتحدة، كما كان صديقا لسعيد بهاجي الذي لا يزال طليقا. ويقول ممثلو الادعاء إن مزودي كان عنصرا حاسما في التستر على أنشطة المتورطين في هجمات 11 أيلول، وأنه تورط في التخطيط للهجمات إلى حد أنه علم بالمواقع التي جرى الاتفاق على استهدافها. وتلقى مزودي تدريبا في معسكر ل"القاعدة" في أفغانستان بين نيسان أبريل وحزيران يونيو 2000 "حيث وضع المشتبه فيهم اللمسات الاخيرة للهجمات مع أسامة بن لادن".