سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البليونير سوروس يخصص 10 ملايين دولار لهزيمة بوش الذي "يقودنا في الاتجاه السيئ". الجمهوريون يخشون انعكاسات "مدمرة" لفوز "ترمينيتور" على حملة الرئيس الأميركي
منح البليونير الاميركي جورج سوروس عشرة ملايين دولار لمجموعة جديدة ذات توجه ديموقراطي بهدف العمل على هزيمة جورج بوش في الانتخابات الرئاسية المرتقب اجراؤها سنة 2004. وفي غضون ذلك، احتل الممثل الاميركي ارنولد شوارزنيغر، بطل سلسلة "المدمر" تيرمينيتور قلب الساحة السياسية في ولاية كاليفورنيا مع انتهاء المهلة لدخول الانتخابات الخاصة التي تمت الدعوة اليها بعد تصويت شعبي جاءت نتيجته ضد الحاكم الحالي للولاية. ونقل عن منظمي الحملة الجمهورية قلقهم من امكان ان ينعكس فوز شوارزنيغر سلباً على الانتخابات الرئاسية. وأوضح مايكل فاشون الناطق باسم سوروس ان البليونير الأميركي الذي كان في الماضي مانحاً ديموقراطياً لكن بمستويات اكثر تواضعاً، ارتأى هذه المرة وهب ماله الى لجنة اميركا الموحدة "اميركا كامينغ توغيذر" اكت. واعتبر سوروس في بيان "ان مصير العالم يتوقف على الولاياتالمتحدة والرئيس بوش يقودنا في الاتجاه السيئ". وتأمل لجنة "اكت" في جمع 75 مليون دولار، وحددت لنفسها هدفاً لا يقتصر على منع بوش من الفوز بولاية رئاسية ثانية في 2004 بل العمل ايضاً على انتخاب سياسيين تقدميين على كل المستويات. وفضلاً عن الانتخابات الرئاسية ستجرى انتخابات اخرى في اليوم نفسه، منها الانتخابات التشريعية لتجديد مجلس النواب وثلث مجلس الشيوخ اللذين يسيطر عليهما الجمهوريون وكذلك انتخابات لمراكز الحكام. وتنوي "اكت" اطلاق حملة واسعة لتشجيع الاميركيين على تسجيل اسمائهم للتصويت والتوجه الى صناديق الاقتراع، علما أن اكثر من نصف الاميركيين لا يصوتون ابداً. وحصلت المجموعة على تعهدات بتقديم اموال من مانحين خاصين وأصحاب مؤسسات ونقابات يصل مجموعها الى 30 مليون دولار. من جهة أخرى، اكتسح شوارزنيغر الساحة السياسية والاعلامية في كاليفورنيا مع اقتراب انتهاء المهلة لدخول الانتخابات الخاصة التي تمت الدعوة اليها بعد تصويت شعبي جاءت نتيجته ضد الحاكم الحالي للولاية. وظهر شوارزنيغر في الكثير من البرامج الحوارية وحصل على اشادة كبيرة من زملائه في الحزب الجمهوري الذين يسعون الى تغيير الحاكم الديموقراطي غراي ديفيس في الانتخابات الخاصة التي ستجرى في السابع من تشرين الاول اكتوبر المقبل. والتزم شوارزنيغر في جميع البرامج التي ظهر فيها النص المعد له وتعهد اعادة النشاط التجاري المزدهر في كاليفورنيا الى سابق عهده والفوز على ديفيس باكتساح. وتكتسب الازمة السياسية في كاليفورنيا أهمية كبيرة بالنسبة الى الانتخابات الرئاسية نظراً الى الثقل الانتخابي لهذه الولاية الاكثر تعداداً بالسكان في الولاياتالمتحدة. ويرى مراقبون ان خسارة منصب حاكم كاليفورنيا ستكون بمثابة ضربة قاسية للديموقراطيين. اذ ان وجود حاكم من الحزب نفسه على رأس الولاية يلعب دوراً مهماً في مساعدة المرشح الى الرئاسة لأنه يلعب دوراً اساسياً في تنظيم أو تحريك القاعدة الشعبية وجمع الاموال للحملة الانتخابية. وأعطت كاليفورنيا اصواتها للمرشحين الديموقراطيين الى البيت الابيض منذ 1992. ولذلك، يعتقد المراقبون انه لا يمكن الديموقراطيين ان يسمحوا بتولي جمهوري المنصب، لأن ذلك سيكيل ضربة قاسية لجهودهم للوصول الى البيت الأبيض. ولكن على رغم التأييد الذي أبداه بوش للممثل النمسوي الأصل، فإن بعض الديموقراطيين يعتبرون ان شوارزنيغر قد يسيء الى صورة الجمهوريين على المستوى القومي. وتقول منظمة الحملة الانتخابية الديموقراطية دونا برازيل "ان الجمهوريين انفسهم لا يعتقدون بأن وجود شخص يطلق على نفسه اسم ترمينيتور يدمر كل ما يجده في طريقه، سيكون مفيداً لهم". وذكرت الصحف الاميركية ان منظمي الحملة الانتخابية في البيت الابيض وبينهم كارل روف مترددون ازاء الوضع في كاليفورنيا. ونقلت الصحف عن مصادر قريبة من البيت الابيض لم تسمها ان روف يفضل بقاء الحاكم الحالي غراي ديفيس في منصبه بحيث يتم تحميل الديموقراطيين وليس الجمهوريين مسؤولية المشكلات التي تعانيها الولاية وتواجه صعوبات عدة منها عجز مالي ضخم من 38 بليون دولار يرغم الحاكم على الاقتطاع من البرامج الاجتماعية.