حقق المرشح الجمهوري ارنولد شوارزنيغر 56 عاماً نصراً ساحقاً في انتخابات حاكمية كاليفورنيا، مانحاً الجمهوريين اكبر ولاية في البلاد قبل عام من الانتخابات الرئاسية. وأطاح الناخبون الغاضبون من افلاس الولاية الحاكم الديموقراطي الحالي غراي ديفيس. وحصل شوارزنيغر على 59 في المئة من الاصوات، تلاه المرشح الديموقراطي ايضاً كروز بوستامانتي نائب الحاكم الحالي ب29 في المئة، اي بفارق يربو على المليون صوت. لكن الاصوات التي حصل عليها بوستامانتي تؤهله للبقاء في منصبه، ما يعني ان نائب الحاكم الجمهوري الجديد سيكون ديموقراطياً. وهذه الانتخابات المبكرة الاولى من نوعها في الولاياتالمتحدة منذ عشرينات القرن الماضي، وشمل التصويت فيها سؤالين: احدهما عن اطاحة ديفيس او بقائه والثاني عن اسم المرشح الذي يختارونه خلفاً للحاكم الحالي الذي ادت سياسته المالية الفاشلة الى وضع كاليفورنيا على حافة الافلاس. وصوت 54 في المئة لمصلحة اطاحة ديفيس. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" ان الممثل الهوليوودي لم يفز فوزاً عادياً، بل حصل على نصف اصوات الناخبين، فيما توزعت الاصوات المتبقية على 134 مرشحاً آخر، وذلك على رغم تعرضه لحملة اعلامية ضده، راوحت بين اتهامه بالتحرش بالنساء خلال 30 عاماً من عمله في السينما وابدائه الاعجاب بالقدرات الخطابية للزعيم النازي ادولف هتلر. ويذكر ان آخر حاكم جمهوري للولاية كان الرئيس رونالد ريغان الذي تخلى عن مهنة التمثيل لتولي هذا المنصب عام 1967. وكان من اغرب المتنافسين على المنصب الى جانب شوارزنيغر، الناشر الاباحي لاري فلينت وممثلة الافلام الاباحية ماري كاري وأحد مصارعي السومو. وهذه المرة الأولى منذ 82 عاماً، يتم فيها عزل حاكم اميركي في تصويت خاص. وكان آخر ضحية لعملية تصويت من هذا النوع حاكم داكوتا الشمالية لين فريزر عام 1921. وأعلن وزير الولاية كيفين شيلي ان نسبة الاقتراع بلغت 60 في المئة، اي اكثر بقليل من انتخابات الولاية السابقة ولكن اقل من نسبة 71 في المئة التي سجلت في الانتخابات الرئاسية عام 2000. وتضم كاليفورنيا 35 مليون نسمة. وألقى شوارزنيغر خطاب الفوز في احد فنادق لوس انجيليس امام الآلاف من انصاره. وقال بعدما قدمه الكوميدي جاي لينو: "أريد أن أشكر شعب كاليفورنيا التي احتضنتني منذ يوم قدومي إلى هذا البلد. فكل ما حققته في حياتي يعود الفضل فيه الى كاليفورنيا. واليوم منحتموني أعظم هدية وهي ثقتكم". وأضاف: "سأبذل قصارى جهدي لأكون أهلاً لهذه الثقة. لن أخيب آمالكم ولن أخذلكم". واعتبر الممثل النمسوي المولد ان "أمامنا خيارات صعبة. وكل سياسي يفكر في الفوز بطرق تقليدية، خاسر لا محالة". ولم يتطرق الى مشكلات الولاية التي تبلغ موازنتها نحو 100 بليون دولار، ولكنه تعهد العمل مع السلطة الاشتراعية المحلية لإنهاء الازمة، قائلاً: "اعلم انه يمكننا فعل الكثير سوياً". وأضاف: "امامنا خيارات صعبة. هل علينا اعادة بناء ولايتنا سوياً ام مواجهة بعضنا بعضاً لخلق انقسامات اعمق وإفشال شعب كاليفورنيا؟". وتابع ان "الجواب بسيط وهو: حتى ينتصر الناس، على السياسة ان تفشل". وكان شوارزنيغر اطلق شعاراً مماثلاً في حملته الانتخابية، مستغلاً قلة خبرته السياسية وهو ان "المعركة بين الناس الذين يمثلهم والسياسيين". وسيتسلم شوارزنيغر منصبه الجديد في 16 تشرين الثاني نوفمبر المقبل على ابعد تقدير، لاستكمال ثلاث سنوات متبقية من ولاية ديفيس. ويفترض ان يقدم مشروع موازنة جديداً للولاية قبل 10 كانون الثاني يناير المقبل، ما يمنحه اشهراً قليلة لتلبية وعوده الانتخابية بمعالجة العجز من دون زيادة الضرائب وخفض نفقات التعليم التي تستهلك 40 في المئة من الموازنة. ويواجه شوارزنيغر صعوبة في التعامل مع الديموقراطيين الذين يسيطرون على السلطة الاشتراعية والمناصب كافة في الولاية. وكان طمأن انصاره الى أنه يعرف كيف يتعامل مع الديموقراطيين لأنه متزوج من واحدة، في اشارة الى زوجته الاعلامية ماري شرايفير ابنة شقيقة الرئيس الراحل جون كينيدي. وفي المقابل، اقر ديفيس بالهزيمة بعد نحو ساعتين من انتهاء عملية التصويت. وقال لمؤيديه: "الليلة قرر الناخبون أن الوقت حان للتغير. وأنا أقبل قرارهم. اتصلت بأرنولد شوارزنيغر وهنأته بالفوز". وتعهد ديفيس تأمين انتقال هادئ للسلطات. ودعا "الجميع في الولاية الى وضع الفوضى والانقسامات التي شهدتها الانتخابات خلفنا، والقيام بما هو صحيح من اجل كاليفورنيا". وكان ديفيس انتخب لولاية ثانية في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، قبل حصول الجمهوريين على موافقة قضائية للتصويت على اطاحته.