يبدو ان الادارتين الكرديتين في أربيل والسليمانية مصممتان بالفعل على تجاوز "كعب أخيل" الذي لحق بالمؤسسة القيادية لكردستان عام 1994، اثر الخلاف الذي نشب بين الحزبين الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والذي رافقه سقوط ضحايا من الطرفين. وإذا كانت استحقاقات مرحلة ما بعد صدام هي التي فرضت بشكل أو بآخر اقتراب الحزبين أحدهما من الآخر، والسعي لتجاوز عقد الماضي، فإن قرب اعلان تشكيل "المجلس السياسي" على مستوى العراق من جانب الإدارة المدنية الاميركية، وما يطرحه من مهمات وأعباء وما يفتحه من آفاق، عجل بخطوات التوحيد في الاقليم كما جعل من خيار "حكومة اقليمية كردستانية مؤتلفة موحدة" خياراً وحيداً مطروحاً بقوة في المداولات التي تجري في كردستان الآن. وتوقعت مصادر كردية مطلعة ان تضم حكومة الاقليم الجديدة التي يؤمل اعلانها منتصف تموز يوليو الحالي بالإضافة الى ممثلي الحزبين الكبيرين اللذين يتزعمان قيادة الاقليم ممثلين عن أحزاب وحركات سياسية اخرى تعكس التمثيل القومي والديني والاجتماعي في الاقليم، وسيكون بين اعضاء الحكومة تركمان وآشوريون وكلدان ويزيديون من انتماءات فكرية وحزبية متنوعة. وأوضحت تلك المصادر ل"الحياة" ان اجتماعاً موسعاً عقد في صلاح الدين حضره ممثلو 29 حزباً وحركة سياسية في المنطقة تم خلاله تدارس الأوضاع الراهنة في العراق وفي كردستان، وآفاق العمل في ظل ادارة موحدة، والسعي لترسيخ الصيغة الفيديرالية والتشديد على حقوق الشعب الكردي وتضمين ذلك في الدستور العراقي المقبل. وأشارت تلك المصادر الى ان تأكيد الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر اهمية ان تكون الدولة العراقية في المستقبل دولة فيديرالية أزال المخاوف التي انتابت الأوساط الكردية في الآونة الأخيرة من احتمال ان يواجه المطلب المذكور اعتراضاً من الادارة الاميركية نفسها. ودعا اجتماع صلاح الدين الأخير الى تبني "مشروع دستور الجمهورية الفيديرالية العراقية" الذي سبق ان أقره برلمان كردستان في تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي. وينص المشروع على تقسيم العراق الى اقليمين: الاقليم العربي ويضم المنطقتين الوسطى والجنوبية من العراق ومحافظة الموصل نينوى في الشمال باستثناء الأقضية والنواحي ذات الغالبية الكردية، واقليم كردستان ويضم محافظاتكركوك والسليمانية واربيل ودهوك وأقضية عقرة والشيخان وسينجار وتلعفر ونواحي زمار وبعشيقة والقوش وأسكي كلك من محافظة الموصل وقضائي خانقين ومندلي من محافظة ديالي.