انشدّت عيون الايرانيين نحو سنغافورة امس فيما توجهت قلوبهم نحو السماء تدعو الله ان يتمم بالنجاح عملية جراحية أولى من نوعها لفصل التوأمين لاله ولادن بعد التصاق من ناحية الرأس طال تسعة وعشرين عاماً قضتها الصبيتان معاً في السراء والضراء. ومع ذلك فإن ارادتيهما كانت واحدة في تحدي الواقع وهذا ما مكّنهما من درس الحقوق معاً في جامعة طهران، ومن الاصرار على اجراء عملية الانفصال على رغم مخاطرها الجمّة. فالاحتمالات ترجّح النجاح الكبير او الفشل المميت، او ما بينهما. هناك احتمال موت احدى الشقيقتين ولذا فإن كل من يعرف قصة لاله ولادن بيجني سيحبس انفاسه على مدى اربعة ايام تستغرقها العملية الجراحية التي سيجريها على ثلاثة مراحل فريق طبي دولي مؤلف من مئة وعشرين شخصاً هم اثنا عشر طبيباً جراحاً وثمانية اطباء تخدير ومئة ممرض وممرضة. ويتولى قيادة الفريق الطبي الدكتور كيت غوا الذي نجح عام 2001 في فصل طفلين من النيبال ولدا ملتصقين من ناحية الرأس ايضاً. ونظراً الى انسانية هذه القصة قررت ادارة مستشفى رافلس وجميع الاطباء المشاركين في العملية ان تكون العملية مجانية بينما سيقوم كثيرون بإهداء الدم المطلوب لاجراء العملية خصوصاً من جانب الجالية الايرانية في سنغافورة. لكن الأهم هو خطورة العمل الجراحي لكل من لاله ولادن، وتكمن الخطورة في انه العمل الاول من نوعه الذي يجرى لتوأمين من كبار السن. قيل لهما قبل ست سنوات في المانيا أن عملية الفصل هي أمر مستحيل لكن بارقة الأمل لاحت اخيراً في مستشفى رافلس في سنغافورة حيث أصرت لاله ولادن على الخضوع للعملية الجراحية مهما كان الخطر. اما السبب الرئيس فيتمثل في قرار كل منهما اختيار مسيرة حياة مختلفة عن الاخرى، اذ ان لاله تريد ان تبقى في طهران وتمارس مهنة الصحافة بينما تريد لادن الانتهاء من درس الحقوق والعودة مع اهلها الى شيراز. كان طبيبهما كيت غوا الذي سيتولى قيادة الفريق الطبي واضحاً في تحديد مدى الخطورة عندما اكد لهما ان هناك احتمالاً بالموت او الاصابة بالشلل لاحداهما او كليهما لأن هذا العمل الجراحي يشمل مراحل دقيقة جداً من الفصل والوصل في الدماغ والرأس، علماً بأن ولادة التوائم الملتصقين من جانب الرأس هي نادرة جداً اذ يسجل حصول حالة التصاق واحدة من بين مليوني عملية ولادة طبيعية. وعلى رغم شدة الخطر فإن روحية الاختين ومعنوياتهما عالية جداً فالامل بالله كبير تعزّزه نتائج الفحوص الطبية التي اجريت لهما طوال سبعة اشهر، ولذا تقول لاله ولادن في رسالة موجّهة الى كل من تعلّق قبله بقصتهما: "اننا سعداء جداً لأننا نقترب من اللحظة التي انتظرناها تسعة وعشرين عاماً ونتمنى العودة الى الحياة من جديد لكننا بحاجة الى دعائكم".