حذرت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي" اسرائيل من انهيار اتفاق الهدنة اذا ما واصلت الاخيرة خرقها شروط وقف النار، واعتبرتا عدم اطلاق جميع الاسرى الفلسطينيين، وفي مقدمهم ذوو الاحكام العالية والنساء والمرضى، حكما "بإلغاء" هذه الهدنة. هذا في الوقت الذي تظاهر فيه فلسطينيون احتجاجا على اعتقال افراد خلية فلسطينية مسلحة يعتقد انهم اطلقوا قذائف صاروخية باتجاه مستوطنة. واصل رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن لقاءاته مع قادة حركات المقاومة الفلسطينية التي وقعت اتفاق وقف النار وغيرها من المجموعات المسلحة التي لم تشارك في اعلان الهدنة، من اجل ضمان صمودها في ظل الخروق الاسرائيلية، علما ان الاراء "تتطابق" في شأن محورية قضية الاسرى الفلسطينيين في تثبيت وقف اطلاق النار. واكد احد قادة "حماس" عب العزيز الرنتيسي ل"الحياة" ان اللقاء الذي عقده عباس مساء اول من امس في غزة وشارك فيه عن الحركة اسماعيل ابو شنب ومحمود الزهار، تناول آلية تنفيذ شروط الحركة في ورقة الهدنة. ورحب بتصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني التي اكد فيها ضرورة انسحاب جيش الاحتلال الاسرائيلي من المناطق الفلسطينية التي اعاد احتلالها منذ بدء الانتفاضة في ايلول سبتمبر عام 2000. واوضح الرنتيسي ان "لا خلاف في الاراء بين ابو مازن والحركة على ضرورة تنفيذ شروط الهدنة التي تحظى باجماع فلسطيني"، مشيرا في الوقت ذاته الى ان الحركة "لا تنتظر ايجابات. نحن اطلقنا مبادرة ويجب على اسرائيل ان تحقق شروطها لاستمرارها حتى انقضاء اجلها اي ثلاثة اشهر". وحذر من ان "الهدنة لن تصمد اذا لم يوقف العدو الاسرائيلي عدوانه واجرامه"، مؤكدا ان "اطلاق الاسرى والمعتقلين وفي مقدمهم ذوو الاحكام العالية والمرضى والنساء شرط اساسي اذا لم يتحقق تصبح الهدنة لاغية". من جانبه، اشار القيادي في "الجهاد" محمد الهندي الذي كان مقررا ان يلتقي رئيس الوزراء الفلسطيني مساء امس ان الحركة ستعرض من جهتها سلسلة الخروق الاسرائيلية للهدنة، بما في ذلك السماح للمستوطنين بانتهاك حرمة المسجد الاقصى، واغلاق شارع صلاح الدين في غزة، وعربدة المستوطنين الذين يحملون السلاح ويرعبون المواطنين، واغتيال احد قادة "كتائب شهداء الاقصى" الجناح العسكري لحركة "فتح" في قلقيلية، وفي مقدم ذلك كله قضية الاسرى والمعتقلين. الهندي: الخروق الاسرائيلية متواصلة وقال الهندي ل"الحياة": "اذا تواصلت الخروق الاسرائيلية فلا يعقل ان نحصي هذه الانتهاكات ولا نفعل شيئا ... اذا ما واصلت اسرائيل سياستها فسنعتبر انفسنا في حل من ذلك، وسنجتمع نحن والاخوة المشاركون في التوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار لاتخاذ قرار جديد". واوضح: "ما نراه على ارض الواقع ان شارون يريد ان يخدع الجميع ويقدم بعض التنازلات بالحديث عن مسيرة سلمية ومفاوضات وان يحمل حكومة عباس مسؤولية فشل المفاوضات بينما يستمر في عدوانه على الشعب الفلسطيني". واكد الهندي ان قادة الحركة سيطرحون خلال الاجتماع مسألة اقدام السلطة الفلسطينية على اعتقال عدد من افراد لجان المقاومة الشعبية، وكذلك قضية المبعدين الفلسطينيين الذين ابعدتهم سلطات الاحتلال في اطار صفقة انهاء الحصار على كنيسة المهد في بيت لحم الصيف الماضي في اطار عملية "السور الواقي" العسكرية الاسرائيلية. وقال: "سنبين للسيد عباس ان اسرائيل هي التي بدأت بالتصعيد من خلال اغلاق شارع صلاح الدين والسماح للمستوطنين بالخروج بأسلحتهم الى الشارع تحت حماية الجيش الاسرائيلي، ولم يتحدث احد عن هذا الخرق الذي سبق اطلاق الصواريخ". تظاهرة تطالب باطلاق الاسرى وجرت تظاهرة في شوارع غزة امس احتجاجا على اعتقال خمسة فلسطينيين، مطالبة رئيس الوزراء الفلسطيني باطلاقهم. وينتظر رئيس الوزراء الفلسطيني الذي من المقرر ان يلتقي نظيره الاسرائيلي ارييل شارون الثلثاء المقبل رد الاخير على احد المطالب الاساسية التي تقدم بها خلال لقائهما الاخير باطلاق اكبر عدد ممكن من الاسرى الفلسطينيين لتعزيز ثقة الشارع الفلسطيني بالمسيرة التفاوضية التي يقودها في اطار خطة "خريطة الطريق". واعد الجانب الفلسطيني من ناحيته قائمة تضم عددا كبيرا من الاسرى الفلسطينيين، من بينهم 400 من الاسرى ذوي الاحكام العالية والذين اعتقلوا وحوكموا قبل توقيع اتفاقات اوسلو، للافراج عنهم في اطار دفعة اولى. واشارت مصادر اسرائيلية في المقابل الى ان جهاز الاستخبارات الاسرائيلي شاباك اعد قائمتين منفصلتين احداهما بأسماء الاسرى الذين يوافق على الافراج عنهم واخرى بأسماء الذين يرفض اطلاقهم. وتوقعت الافراج عن "مئات" من الاسرى والمعتقلين الذين يزيد عددهم عن ثمانية الاف معتقل، من بينهم نحو الف من المعتقلين الاداريين الذين تحتجزهم الدولة العبرية من دون توجيه اتهامات ضدهم. وقال الهندي بهذا الشأن: "نحن لا نريد ولن نقبل ان تفرج اسرائيل عن عشرة اسرى هنا وعشرين هناك. يجب ان تفرج عن جميع الأسرى في اطار اتفاق واضح وصريح وليس عبر لفتات او بوادر حسن نية"، مشيرا الى ان المعتقلين ال 53 الذين اطلقوا في اليومين الماضيين "غالبيتهم انهت فترات المحكومية او لم توجه ضدها تهم اصلا".