قالت مصادر أمنية مغربية إن عدد المعتقلين في إطار التحقيق في الهجمات الإرهابية التي طاولت الدار البيضاء في 16 أيار مايو الماضي، قارب المئتين، موزعين بين متورطين كانوا يعتزمون تنفيذ هجمات اخرى في مدن مغربية، وبين الذين يرتبطون معهم بعلاقات في تنظيمات متطرفة، في مقدمها "السلفية الجهادية"، وبين منظري التيار الذين كانوا يحضون المنتسبين على استخدام العنف وهدر أرواح "غير المؤمنين". وأحيل على قضاة التحقيق في بعض مدن المملكة أكثر من 120 من المعتقلين، في حين ما زال آخرون رهن التحريات الأمنية التي تهدف، بحسب المصادر، إلى تفكيك خلايا في مدن مغربية عدة. ويعول المغاربة على تعاون أمني أكبر مع بعض العواصم الأوروبية، خصوصاً فرنسا واسبانيا وايطاليا، لرصد خلفيات هذه الخلايا في ضوء فرار بعض المطلوبين أو إقامة بعضهم في بلدان أوروبية. ويواصل مسؤولون أمنيون مغاربة زيارات إلى عواصم أوروبية في هذا السياق. وعلى رغم توافر بعض الأدلة على أن متهمين مغاربة أو من جنسيات أخرى أقاموا في أفغانستان وتلقوا فيها تدريبات عسكرية، فإن الاتهام لم يوجه رسمياً إلى تنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه أسامة بن لادن، في انتظار المزيد من الأدلة. إلى ذلك، تعاود محكمة الاستئناف في الدار البيضاء الجمعة النظر في ملف المعتقلين ال31 في قضية يوسف فكري الذي يتزعم تنظيماً في "السلفية الجهادية" متهماً بأعمال قتل واختطاف وسرقة، وحيازة أسلحة نارية. وعلى رغم ان المتابعات القضائية تطاول أحداثاً تمت قبل هجمات الدار البيضاء، فإن تحريات أفادت أن يوسف فكري كان يعتزم، وأفراد خليته، شن هجمات على منشآت سياحية ومعابد يهودية. وكان أفراد الخلية موزعين في مدن عدة، طنجة وسلاو والدار البيضاء والناضور، لكنهم يعملون تحت امرته شخصياً. وسلطت هجمات الدار البيضاء الأضواء على ملف خلية يوسف فكري، لكن الوضع ذاته يكاد ينسحب على خلية مماثلة في مدينة فاس تضم بدورها 31 متهماً. وأرجأت المحكمة النظر في ملفاتهم إلى التاسع من الشهر الجاري، لكن اعتقالهم تم على خلفية هجمات الدار البيضاء. وسبق لمحكمة فاس ان قضت على تسعة متهمين الأسبوع الماضي بأحكام تراوح بين 15 و25 سنة سجناً. وفي مدينة تازة شمال شرقي البلاد، قال مصدر قضائي أمس إن ستة أشخاص من تيار "السلفية الجهادية" احيلوا على المحكمة بتهم "التحريض على العنف وتوزيع أشرطة وكتب ترمي إلى زعزعة العقيدة والانتساب إلى تيار محظور". وفي الرباط، أعلن المدعي العام حسن الصوفي أمس ان شخصين احيلا على قاضي التحقيق في سياق تفكيك الشبكات الإرهابية. وقال إن المتهمين سعيد نعيم ورضوان مر تعرفا على أحد المطلوبين، واسمه أحمد كريم طالب، وكانا يستعدان للسفر إلى عاصمة خليجية "للخضوع إلى التدريب في صنع المتفجرات"، و"تشكيل خلية لشن هجمات على مصالح أمنية" في البلاد بعد العودة. وقال المدعي العام إن المتهمين "كانا يعلمان أن أحمد كريم طالب اعتقل رفقة محمد كرم عقب الانفجارات الإرهابية في الرياض". وتعتبر هذه المرة الأولى التي يشار فيها إلى وجود نوع من الربط بين المتهمين في هجمات الدار البيضاءوالرياض. وبارتباط مع ذلك، ذكرت المصادر أن أولى محاكمات المتهمين بالضلوع في التفجيرات قد تبدأ قريباً على مستوى ربط خلايا المتورطين مع بعضها، من خلال توزيعها إلى شبكات يتزعم كل واحد منها "أمير" مزعوم.