انها حمى ال"سوبر ستار" بلا منازع في العالم العربي، والبرنامج التلفزيوني الذي اكتشف مواهب طيبة في الغناء، فتح في رؤوس بعض المحطات افكاراً يبدو انها كانت مناطق مقفلة في السابق، فأعلنت هالة سرحان عن استقبالها هواة تقديم على قناة "دريم" قبل تركيا المحطة أخيراً. وقدّم زافين قيومجيان في برنامجه "سيرة وانفتحت" حلقة مماثلة جلس فيها بعض زملائه في محطة "المستقبل" كلجنة تحكيم، وثمة في محطات تلفزيونية فضائية عربية تفكير في تقديم برنامج يستقبل هواة تمثيل كوميدي ودرامي يؤدون على الهواء مباشرة بعض المواقف التي تعكس طاقاتهم. انها فعلاً حمى ال"سوبر ستار". وإذا كان برنامج "المستقبل" حقق نجاحاً منقطع النظير على صعيد برامج الهواة منذ توقف "استديو الفن" على شاشة LBC، متفوقاً على برامج مماثلة تعرض على شاشات لبنانية حالياً، فإن برامج اكتشاف مواهب التمثيل او التقديم مرشحة للإفادة من نجاح "سوبر ستار" الذي أقنع الجمهور العربي الذي كاد يفقد الثقة بالمواهب الغنائية العربية، بأن هناك مواهب جدية جداً وجدت طريقاً "ديموقراطياً" الى الظهور من دون "فبركات" اصطناعية اعلامياً وإعلانياً "تنفخ" الأصوات وتصعدها الى سطح الحياة الفنية العربية بالقوة و"الاتفاق" وأحياناً بتغيير الأشياء... والفنون والذوق، وبأن بالإمكان ايجاد طرق مماثلة تحرّك مواهب فنية او إعلامية كالتمثيل والتقديم يتم اختيارها من الجمهور مباشرة... وما على التلفزيون إلا إبلاغ المواهب بأنها اختيرت، وتنفيذ إرادة المشاهدين! هي طريقة متميّزة لا تلعب فيها لجنة التحكيم إلا دور "البوسطجي"، ولن تجد من يعترض على نتائجها إلا من كان متيقناً من انه سيتّهم في إيمانه بحرية الرأي والاختيار و"حكم" الناس، وهذا ما لن يتجرأ عليه متجرئ، على رغم ميل الكثيرين الى عدم "البصم" على ذلك "الحكم" لأسباب عدة منها ان "التصويت" المزاجي او الانطباعي قد يغفل طاقات كبيرة تلفت انتباه أمزجة اشد انتباهاً للمهنية الأدائية الصحيحة من الأمزجة العفوية المنساقة خلف بهرجة ما او تعاطف انفعالي ما. غير ان "سوبر ستار" التقديم قد يصطدم بعوامل مباشرة على الهواء تبعث على الحذر اكثر فأكثر كما حصل مع هالة سرحان وإحدى المتباريات في التقديم مثلاً عندما انتقدت المتبارية اسلوب التقديم التقليدي وقدّمت نموذجاً من ذلك التقديم المنتقد فهمت منه هالة سرحان ان المتبارية تقصدها هي، فحاولت التأثير السلبي فيها، بأن طلبت إليها الخروج من الاستديو ثم الدخول وتقديم "وصلة" من اسلوب التقديم الجديد الذي ستعتمده، وعندما فعلت المتبارية ذلك قطعت حالة اندفاعها بملاحظة اجفلتها فخفّت عفويتها ثم شعرت بالإحراج وغاصت "الوصلة" بالمصدومة في انفعالات تصفيق من حالة لتغطية ارباكها الشخصي من رأي المتبارية الذي أطلقته قبل لحظات. وكأن كل همّ هالة في ذلك الوقت كان "إقناع" المتبارية بأن اسلوبها اي هالة لا يجوز ان يُنتقد؟! مع ان دور هالة كان افضل لو انها شجّعت المتبارية على رأيها وساعدتها على إبرازه عندها على رغم كونه غير مكتمل، او حتى غير صحيح، ثم صحّحت لها الرأي بعد ذلك بذهنية "الأستاذة". والمحطات الفضائية التي تعد برامج "سوبر ستار" في التمثيل ينبغي ان تبحث عن اسلوب يجذب المشاهدين ولا يكون تكراراً ل"سوبر ستار" "المستقبل" في الغناء... لا سيما ان "المستقبل" الفضائية أعلنت عن دورة جديدة من "سوبر ستار" لا بد من ان تكون تكراراً لما سبق. والتكرار بداية الروتين في الشكل والمضمون إذا لم يمر وقت طبيعي على الشكل والمضمون اللذين في اذهان الناس.