أعلنت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون التي تواجه موجة استياء بين الجنود الاميركيين من إطالة فترة خدمتهم في العراق، عن عملية تبديل واسعة للقوات وفق برنامج يمتد حتى نيسان أبريل 2004. وقالت انها تستعد لاستبدال قواتها المنهكة من الحرب في العراق بقوات من الجيش النظامي والحرس الوطني، والاستعانة بقوات من الدول الحليفة وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز". وأعلن هذه العملية التي تقضي خصوصاً بعودة الفرقة الثالثة للمشاة الى الولاياتالمتحدة بحلول ايلول سبتمبر المقبل، الجنرال جاك كين رئيس اركان القوات البرية بالنيابة. وقال مسؤولون ان عمليات التبديل هذه يفترض ألا تؤثر على العدد الاجمالي للقوات الغربية في العراق التي تضم حاليا نحو 156 الف عسكري، بينهم 148 الف اميركي و12400 من جنيسات أخرى معظمهم من البريطانيين. وقال الجنرال كين ان "الفرقة المتعددة الجنسيات" التي تقودها بولندا ستصل في ايلول سبتمبر وتشرين الاول أكتوبر المقبلين الى العراق لتحل محل القوة الأولى لمشاة البحرية الأميركية. وأضاف انه من المقرر ايضا ان تحل "فرقة أخرى متعددة الجنسيات" لم يذكر تفاصيل عنها، محل الفرقة الاميركية 101 المؤللة في شباط فبراير وآذار مارس 2004. وكان نحو 16 الف جندي من الفرقة الثالثة التي قامت بالجزء الاكبر من العمليات في الحرب ضد العراق، أبلغوا بإرجاء برنامج عودتهم الى الولاياتالمتحدة بسبب حرب العصابات التي يقتل فيها يومياً جنود أميركيون في العراق. وستحل الفرقة المؤللة الثانية والثمانون محل الفرقة الثالثة لستة أشهر بينما يفترض أن تتم عمليات التبديل الاخرى على مدى عام. وستعود الفرقة 173 المؤللة الى ايطاليا. واكد الجنرال كين صعوبة العمل المتعلق بقوات موزعة في عدد من المهمات في العالم. وقال "بالنسبة الى جنودنا، الحرب العالمية ضد الارهاب شخصية ووحشية في معظم الاحيان ومروعة والموت رفيق صامت فيها ...، لكنهم ينجزون يوميا مهمات بكفاءة استثنائية". وقال ضابط أميركي طلب عدم كشف اسمه ان الولاياتالمتحدة تواجه صعوبة في الحصول على مساعدة قوات أجنبية من دون تفويض واضح من الاممالمتحدة، مشيراً خصوصاً الى الهند التي تخلت عن إرسال 23 ألف جندي الى العراق. وينشر سلاح البر الاميركي نحو 369 ألف عسكري خارج الولاياتالمتحدة في 120 بلدا من منطقة البلقان الى افغانستان، من اصل مجمل قواته التي تتألف من 485 الف عسكري واكثر من 206 آلاف من الاحتياطيين و352 الفا من افراد الحرس الوطني. واكد مساعد وزير الدفاع الاميركي بول ولفوفيتز بعد زيارة الى العراق، ان "معنويات القوات الاميركية عالية"، مؤكدا ان العسكريين الاميركيين يدركون اهمية مهمتهم. لكنه اعترف بأن العسكريين الاميركيين في العراق قالوا له ان "اسوأ ما في الامر غياب اي تأكيد" عن موعد عودتهم الى بلادهم. وقال "نرحب بالقوات الاجنبية التي تريد مساعدتنا"، معبراً عن ارتياحه خصوصاً الى مساهمة ايطاليا بثلاثة آلاف من قوات الشرطة.