انتعشت الأمال في برلين بقرب إطلاق الرهائن الأوروبيين ال15، وبينهم عشرة المان، المحتجزين في الجزائر. وأكدت مصادر مطلعة في الجزائر أن عناصر المجموعة التابعة ل"الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي يقودها حسان حطاب والتي تحتجز السياح منذ منتصف شباط فبراير الماضي في الصحراء، توشك على مغادرة الأراضي الجزائرية الى مالي عبر ولاية إليزي 1900 كلم جنوبالجزائر بعدما وفرت لهم قوات الأمن منفذاً برياً تحت رقابة "حزام أمني متحرك" يتشكل من أكثر من 500 جندي من القوات الخاصة. ورجح مصدر جزائري تحدث إلى "الحياة" أن يصل السياح الأجانب إلى مالي في غضون أيام على أقصى تقدير، على ان يتم تسليم المخطوفين في منطقة أمغاد شمال مالي. وترددت معلومات أخرى عن وصول الخاطفين فعلاً الى مالي. وأعلن وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني، الأربعاء الماضي، أن الإتصالات مع الخاطفين "لم تنقطع"، مشيراً خلال حفلة تخرج عمداء الشرطة في مدرسة شاتوناف في العاصمة الى أن "السياح الأجانب أحياء". وتتشكل المجموعة من عشرة سياح ألمان وأربعة سويسريين وسائح هولندي. وكانت السلطات الجزائرية حررت في منتصف أيار مايو الماضي عناصر مجموعة أولى من السياح المخطوفين 17 سائحاً من ألمانياوالنمسا والسويد. وكان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وعد خلال زيارته النمسا في نهاية حزيران يونيو الماضي بإمكان توفير منفذ بري لعناصر الجماعات المسلحة شرط عدم ايذاء الرهائن. ويعتقد أن السلطات الجزائرية وافقت على ان تمنح ألمانيا وسويسرا بعض الخاطفين حق اللجوء بعد تسليم المحتجزين، ولكن مع حرمانهم من حق القيام بنشاطات من شأنها المس بأمن الجزائر واستقرارها. وهذه المرة الأولى التي تضطر فيها السلطات الجزائرية إلى عقد "صفقة" مع الخاطفين، ويبدو ان ذلك نجم عن ضغوط كبيرة مارستها عليها برلين وبرن. وفي برلين، انتعشت الآمال بقرب إطلاق الرهائن بعدما أُعلن رسمياً ان رئيس مالي امادو توماني توري استقبل وكيل وزارة الخارجية الألمانية يورغن كوربوغ وبحث معه موضوع المخطوفين. وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية الألمانية آنتييه ليندرتسه للصحافيين أمس ان كوربوغ سيجري محادثات مع مسؤولين ماليين آخرين، إلا انها رفضت تقديم مزيد من التفاصيل "حفاظاً على سلامة المخطوفين". وقال كوربوغ في تصريح الى التلفزيون الألماني من مالي ان هدف زيارته العمل على إطلاق الرهائن، من دون ان يؤكد انهم في مالي حالياً. لكن القناة التلفزيونية الأولى نقلت عن بعض المصادر ان السياح موجودون فعلاً في شمال مالي. ولم تتحدث المصادر الألمانية عن دفع الحكومة فدية مالية لإطلاق الرهائن. إلا ان ذلك غير مستبعد.