استمرت الاتصالات بين السلطات الجزائرية ووسطاء من عائلات إسلاميين مسلحين في ولاية إليزي بهدف إطلاق 31 سائحاً أوروبياً فقدوا في الصحراء الجزائرية، من دون أن تفضي إلى نتيجة. وترجح بعض المصادر أن يتم اللجوء قريبا إلى خيار الحسم العسكري في حال إصرار المحتجزين على عدم اطلاق الرهائن. ورفض وزير الداخلية الجزائري السيد نور الدين زرهوني تأكيد أو نفي ما تردد عن خطف مجموعة إسلامية مسلحة السياح خلال وجودهم في جنوب البلاد في منتصف شهر شباط فبراير الماضي. لكنه اوضح ان لدى الحكومة مؤشرات مادية على انهم لايزالون على قيد الحياة. والتزمت السلطات الصمت منذ اختفاء السياح قبل شهرين مما ادى الى تكهنات بأن المفقودين خطفوا على ايدي عناصر من "الجماعة السلفية للدعوة والقتال". واعترف وزير الداخلية الجزائري في حوار مطول بثته الإذاعة الجزائرية، مساء الجمعة، بأنه لم يعد ممكنا استبعاد أي فرضية في شأن مصير السياح، وقال: "مع أننا لا نستبعد أي فرضية فإنه ليس لدينا أي مؤشر أو دليل يؤكد الخطف". لكنه كشف وجود أدلة تؤكد أنهم قيد الحياة وقال: "عثرنا على أثار تؤكد أنهم لا يزالون على قيد الحياة مثل بعض الكلمات التي حرروها على قصاصات ورق أو بعض ملابسهم التي وضعت على طريق أمغيد وفي جنوب إليزي". واضطر الوزير أمام إلحاح الصحافيين إلى الرد على مضمون مقال صدر في صحيفة "لوموند" الفرنسية وتحدث عن خطف جماعة إسلامية مسلحة السياح الأجانب. وقال زرهوني "ليس بوسعي أن أخبركم إن كانوا بين أيدي الجماعة السلفية للدعوة والقتال، لكن يبدو أنهم لم يسلكوا الطريق الذي ينشط فيه عادة عناصر هذه المجموعة". وطلب من الصحافيين التعامل بحذر مع الموضوع بسبب حساسيته ولأن الأمر "يتعلق بحياة أشخاص اختفوا، فلنتجنب كل ما من شأنه أن يحمل لهم مخاطر". وفهمت صحيفة "الوط" في عرضها لتصريح وزير الداخلية أنه يحمل تأكيدات لما يتردد عن أن مصالح الأمن تجري مفاوضات لتحرير السياح من دون وقوع ضحايا. وسيمثل وزير الداخلية اليوم أمام لجنة برلمانية خاصة لتقديم أجوبة على أسئلة عن حقيقة وضع السياح بعدما كان قاطع جلسة للغرض ذاته الأربعاء الماضي ما تسبب في غضب أعضاء اللجنة استنكارهم. وكانت "لوموند" أكدت أن السياح الأوروبيين "في صحة جيدة وحياتهم غير معرضة للخطر، وهم محتجزون في مجموعتين، على بعد بضع مئات من الكيلومترات غرب مدينة إليزي في جنوب شرقي الجزائر، في قبضة عناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال". ونقلت عن عسكري جزائري رفيع المستوى قوله ان الجيش "يفضل الحفاظ على أرواح السياح حتى ولو اقتضى الأمر ترك الإرهابيين يفرون". ويفترض المسؤول الجزائري أن يكون الخاطفون أرادوا مقايضة السياح بمسلحين مسجونين في ألمانيا.