قال العقيد علوان احمد علي، أحد قيادات جهاز الشرطة في بغداد، أن الشرطة العراقية تنسق مع نظيرتها الاميركية لتبادل المعلومات عن تجارة المخدرات التي نشطت في الأراضي العراقية. وتقدم شهادات المسؤولين المطلعين على استهلاك المواد المخدرة ومكافحة الجريمة المنظمة ممن تحدثت اليهم "الحياة" صورة غير زاهية لوضع الشباب في العراق بعد الحرب. واستنادا إلى علي شنان، المدير السابق لوزارة الصحة العراقية، سجلت إحصاءات ان عدد متعاطي المخدرات في مدينة الطب في بغداد شهد ارتفاعاً ملحوظاً في شهر حزيران يونيو الماضي. وقال ان عدد مدمني المخدرات سيتضاعف ما دام مروجو المخدرات يتحركون بحرية في الشارع العراقي. و أكد العقيد احمد كاظم إبراهيم قائد في وحدة مكافحة الجريمة المنظمة ان الشبكات تنشط داخل العراق في اتجاهين: تجارة الجنس وتجارة المخدرات. واضاف أن قدرات الشرطة العراقية الآن لا تسمح بشن حملة مكافحة ضد التجارتين. كما أن قوات الشرطة العسكرية الأميركية غير متحمسة لذلك. وحذرت نرمين المفتي، وهي ناشطة عراقية في مجال حقوق الانسان وحقوق المرأة، من احتمالات تفاقم تجارة الجنس داخل العراق، مشيرة الى ان نحو مئة فتاة اختطفن في الشهور الثلاثة الماضية بعضهن عاد والآخر لا زال مفقوداً. ونفى المقدم حافظ جاسم مدير شرطة البياع في بغداد وجود تجارة مخدرات في منطقته، على رغم ان شهود عيان اكدوا ان حي الكراج في البياع اضحى احد المراكز المهمة لمروجي المخدرات ومدمنيها. لكنه قال ان قسماً لمكافحة المخدرات سيتأسس في وقت قريب بالتعاون مع الشرطة العسكرية الاميركية. ويتحول شاطئ الجادرية المطل على نهر دجلة والقريب من جامعتين رئيسيتين، هما جامعة بغداد وجامعة النهرين، الى منطقة معزولة لمدمني المخدرات الذين يلتقون في أمسيات يومية تستمر حتى الفجر. واشار خطيب جامع محمد رسول الله في منطقة زيونة في بغداد، الى ان منطقته تشهد كل يوم تبادلاً لاطلاق النار تقوم به عصابات البغاء والجنس. وقال سكان في عمارات زيونة ان اطلاق النار يحدث بين اسلاميين يديرون المجلس البلدي للحي وبين تجار جنس يرافقون فتيات الليل الى منازلهن. واقر مكتب عقاري لبيع وتأجير الشقق في بغداد، ان تأجير بيوت وشقق البغاء بلغ رقما قياساً في منطقة المسبح عرصات الهندية. إلى ذلك يقبل شباب ومراهقون على ارتياد دور السينما في وسط العاصمة في أوقات الظهيرة ليشاهدوا مزيداً من افلام الاثارة الجنسية ويتعاطوا بعض المخدرات الخفيفة داخل صالات السينما. وافاد رجل الدين المثير للجدل منير العبيدي، وهو مرجع اسلامي بارز في بغداد، ان تركيا وشمال العراق هما المنفذان الاساسيان لمرور تجارة المخدرات ومروجي الجنس، متهما رجال اعمال عرباً وعراقيين واتراكاً بدعم التجارتين لجني ارباح مالية خيالية.