أبدت الولاياتالمتحدة امس اهتماماً استثنائياً ومفاجئاً بمستقبل حزب العمال الكردستاني بي كي كي، الذي يقوم بعمليات عسكرية داخل الاراضي التركية، من قواعد خلفية له في كردستان العراق. واعتبر المراقبون ذلك مؤشراً على عزم واشنطن على انهاء الوجود العسكري لهذا الحزب، الذي تعتبره مع انقرة منظمة ارهابية. وصرح السفير الاميركي في تركيا روبرت بيرسون امس بأن المتمردين الاكراد الاتراك في شمال العراق يجب ان يغادروا هذه المنطقة او يواجهوا عملاً عسكرياً. وقال في حديث مع صحيفة "حريات" التركية الواسعة الانتشار، ان الولاياتالمتحدة مصممة على تطهير العراق من مليشيات حزب العمال الكردستاني الانفصالي الذي يستخدم شمال العراق نقطة انطلاق لشن هجمات على تركيا. ونقلت الصحيفة عن بيرسون قوله: "لا نريد اي تهديد لتركيا من فلول حزب العمال الكردستاني في العراق". واضاف: "عليهم الاستسلام او مواجهة البديل المترتب على عدم القيام بذلك ... وهو استخدام القوة العسكرية. انهم مواطنون اتراك وليسوا عراقيين ويجب ان يعودوا الى بلدهم تركيا". وقال بيرسون ان خطط الولاياتالمتحدة المتعلقة بحزب العمال الكردستاني معلقة حالياً بانتظار اقرار البرلمان التركي مشروع قرار عفو يهدف الى تشجيع المتمردين على إلقاء اسلحتهم. وفي السياق ذاته اجرى مسؤولون عسكريون اميركيون واتراك محادثات اول من امس تركزت على سبل مكافحة قوات الحزب الكردي التركي، وصرحت هيئة الاركان التركية في بيان لها بأن المحادثات تناولت الاعمال "التي يمكن ان يقوم بها معا الطرفان ضد انشطة منظمة حزب العمال الكردستاني الارهابية التي تحول اسمها الى كادك، في شمال العراق". وشارك في الاجتماع من الجانب الاميركي الجنرال جيمس جونز، القائد الاعلى للقوات الحليفة في اوروبا، وقائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط الجنرال جون ابي زيد. وكان مصدر اميركي اعلن ان الجنرالين الاميركيين قدما الى تركيا لحل الخلاف القائم بين واشنطنوانقرة، الحليفتين في حلف شمال الاطلسي، والذي نشأ اثر قيام القوات الاميركية في مطلع تموزيوليو الجاري، باعتقال عناصر من القوات الخاصة التركية. وذكرت هيئة الاركان التركية ان المحادثات تناولت سبل تحسين عمليات التنسيق بين قوات البلدين المنتشرة في شمال العراق لتفادي وقوع مثل هذه الاحداث في المستقبل. وتضمنت المحادثات ايضاً مسألة القوة الدولية لحفظ السلام في العراق وبحسب الصحافة التركية، قد تطلب واشنطن من تركيا المشاركة في مثل هذه القوة، التي اشار اليها وزير الخارجية التركي عبدالله غل في تصريح للتلفزيون المحلي الجمعة الماضي ومفاده ان انقرة لم تتلق اي طلب رسمي لكن حكومته "ستدرس" عرضاً من هذا النوع اذا قدم لها. ويذكر ان غل سيتوجه الى واشنطن بعد غد لاجراء محادثات مع المسؤولين الاميركيين في محاولة لتحريك التعاون مع "الحليفة الاستراتيجية" لانقرة وتذليل الخلافات حول العراق. واعلنت وزارة الخارجية التركية ان غل سيلتقي نواباً في الكونغرس قبل ان يجري محادثات الخميس مع نظيره الاميركي كولن باول ونائب الرئيس الاميركي ديك تشيني. كما سيلتقي الجمعة مستشارة البيت الابيض للأمن القومي كوندوليزا رايس ويلقي خطاباً في معهد متخصص بالسياسة في الشرق الاوسط قبل لقاء مسؤولين في صندوق النقد الدولي. ويمكن ان يلتقي الوزير التركي الذي يشغل ايضا منصب النائب الاول لرئيس الوزراء، وزير الدفاع دونالد رامسفيلد لتجاوز أزمة اعتقال العسكريين الاتراك.