يلتقي رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس اليوم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، قبل أن يتوجه الى القاهرةوعمانوواشنطن. وتركز محادثات المسؤول الفلسطيني على الانسحاب الاسرائيلي من مناطق الحكم الذاتي، وقضية الأسرى الفلسطينيين لدى اسرائيل. وذلك في اطار تنفيذ بنود "خريطة الطريق" التي يؤمل بأن تؤدي الى سلام اسرائيلي فلسطيني واقامة مرحلة فلسطينية. وبثت الاذاعة الاسرائيلية ان شارون وعباس سيلتقيان بعد الاجتماع الاسبوعي للحكومة الاسرائيلية في القدس. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن ناطق اسرائيلي "ان شارون سيكرر طلب اسرائيل من اجهزة الأمن الفلسطينية تفكيك البنى الارهابية". ويحضر الاجتماع وزير الدولة لشؤون الأمن محمد دحلان ووزير الإعلام نبيل عمرو ووزير شؤون الأسرى هشام عبدالرازق. وأعلن مصدر قريب الى الرئاسة المصرية ان الرئيس حسني مبارك سيلتقي الاثنين المقبل رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. وأضاف المصدر الذي لم يؤكد احتمال حصول لقاء ثلاثي ان المحادثات "ستتركز على التطورات في الأراضي الفلسطينية وتطبيق خريطة الطريق". وتابع ان عباس سيطلع الرئيس المصري على نتائج المحادثات التي يجريها مع شارون اليوم. وسيتوجه عباس بعد القاهرة الى عمان ومنها الى واشنطن للقاء الرئيس جورج بوش. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول فلسطيني طلب عدم كشف اسمه ان عباس يتوقع انسحاباً اسرائيلياً من كل المناطق التي أعيد احتلالها منذ اندلاع الانتفاضة في أيلول سبتمبر 2000، وذلك "في غضون ستة شهور"، وانسحاباً من منطقتين من هذه المناطق "في الاسابيع المقبلة". في موازاة ذلك، حذر نبيل أبو ردينة، مستشار الرئيس ياسر عرفات من ان "المماطلة" الاسرائيلية في إتمام الانسحابات من بقية المناطق والمدن في الأراضي الفلسطينية وعدم اطلاق سراح المعتقلين من شأنه نسف جهود السلام، مؤكداً ضرورة انهاء الانسحاب قبل انتهاء فترة الهدنة المعلنة. وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة ل"الحياة" ان رئيس الوزراء الفلسطيني سيشدد خلال لقائه شارون على ضرورة ان تجري عملية اطلاق سراح الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين "من دون تمييز سواء في مسألة الانتماء السياسي او التهم المنسوبة اليهم"، في اطار "خطة تتبعها خطوات" لشمل جميع الاسرى والمعتقلين من دون استثناء، موضحة ان الموقف الفلسطيني يؤكد ان الاسرى يشكلون "دائرة انتخابية مهمة جداً للسلام". وفيما يتعلق بالانسحابات من المدن الفلسطينية، اشارت المصادر الى ان الجانب الفلسطيني لن يقبل ب"انسحابات نصف كم"، كما جرى في بيت لحم التي انسحب منها الجيش الاسرائيلي ليرابط في محيطها، مبقياً على الحواجز العسكرية التي تشل تنقل وحركة المواطنين. وعلمت "الحياة" ان عباس سيثير مسألة اطلاق سراح احمد سعدات الأمين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" وفؤاد الشوبكي المحتجزين في سجن اريحا تحت حراسة اميركية - بريطانية منذ فك الحصار على مقر الرئيس الفلسطيني في الصيف الماضي، اضافة الى قضية المبعدين الفلسطينيين من كنيسة المهد في بيت لحم في الفترة نفسها، وفي اطار الصفقة التي ابرمت مع السلطة الفلسطينية في حينه لإنهاء الحصار العسكري الذي فرضه الجيش الاسرائيلي على كنيسة المهد. وكانت صحفية "هآرتس" العبرية اشارت الى ان مسؤولين اميركيين اعربوا في حوارات مغلقة مع الاسرائيليين عن عدم رضاهم على الطريقة التي تتعامل بها اسرائيل في قضية الاسرى. واشارت الصحيفة في موقعها على الانترنت الى ان المسؤوليين الاميركيين طالبوا الجانب الاسرائيلي بابداء "مرونة واسعة" في شأن الاسرى الفلسطينيين الذين شاركوا في عمليات عسكرية أدت الى قتل اسرائيليين. ويأتي هذا الموقف الاميركي الذي خص قضية المعتقلين عشية اللقاء المنتظر بين الرئيس الاميركي جورج بوش وعباس الجمعة المقبل، والذي يتبعه لقاء مماثل مع شارون في التاسع والعشرين من الشهر الجاري.