كانت الادارة الأميركية تعتبر قارة أفريقيا البقرة الحلوب التي تدر عليها المواد الخام، وتضخ الدماء في شريان الاقتصاد الأميركي المترنح. فساءها ان تصبح القارة قوة عظمى، وتكتلاً اقتصادياً وسياسياً له وزنه على الساحة الدولية، وان تتحول من سوق استهلاكية للمنتجات الأميركية والأوروبية الى تكتل منتج يملك كل مقومات بناء اقتصاد قوي قادر على المنافسة، بما تزخر به الأرض الافريقية من خيرات وفيرة، ومياه غزيرة وخامات وثروات معدنية متنوعة، تجعل من افريقيا سلة غذاء العالم، ومن الانسان الافريقي الذي عانى قروناً طويلة من الذل والتبعية إنساناً كريماً فوق الأرض وتحت الشمس، ويقطع آخر حبال السرة مع دول الاستعمار القديم التي استغلت خيراته، وجعلت منه عبداً ينتظر ما يلقى اليه من فتات. تدرك أميركا ان قيام الاتحاد الأفريقي هو على حساب مخططاتها وبرامجها الاستغلالية. وزيارة بوش الى دول القارة السمراء تدخل في اطار البحث عن موطئ قدم للمستثمر الأميركي، ومحاولة دق اسفين جديد في النسيج الأفريقي الذي بدأ يتشكل بارادة افريقية حرة، ولإجهاض التوجهات التنموية التي تتبلور من خلالها قوة القارة الاقتصادية. ليبيا - أحمد محمود