إحلال السلام في افريقيا مهمة اصلية لأبناء افريقيا الذين يرتبطون بإحساس عميق بالانتماء لهذه القارة العظيمة. اما ما تقوم به الدوائر الغربية، والاميركية خصوصاً، من محاولات ظاهرها اقرار الأمن والسلام لشعوب القارة وباطنها السيطرة والاستحواذ على مقدرات شعوبها. فلا يمكن ان يصنف إلا تدخلاً في الشؤون الداخلية لدول القارة، والعودة الى الاساليب الاستعمارية القديمة التي تم كنسها من ربوع افريقيا بفضل نضالات ابنائها، والتي لا تنظر الى شعوب القارة إلا من خلال منظارها الاستغلالي. لذلك فإن التحرك الغربي والاميركي لتطويق ما سموه بالاضطرابات في دولة ساحل العاج وتحت حجة حماية الرعايا الاجانب لا يتعدى تلك النظرة الاستعمارية الحالمة بالعودة من جديد الى استغلال خيرات افريقيا والانتقاص من مقدرة الافارقة على حل مشكلاتهم وأزماتهم داخل البيت الافريقي الكبير الاتحاد الافريقي الذي بات مؤهلاً لتحسس مشكلات وجراح القارة المزمنة الناتجة اصلاً عن مراحل الاستعمار القديم. إن التحرك الغربي والاميركي يأتي من احساسهم بأهمية وخطورة الدور الذي يمكن ان يلعبه ويضطلع به الاتحاد الافريقي في تطويق كل المشكلات التي تعاني منها القارة، وما يمكن ان تصبح عليه القارة على الساحة الدولية من خلال الانطلاقة القوية لهذا الاتحاد الذي سيعيد تشكيل خريطة العالم الجديد. محمود سالم بالبريد الالكتروني