اعلن رئس الحكومة النروجية كييل ماغن بوندفيك في مؤتمر صحافي عقده مساء الثلثاء في مولد الساحل الجنوبي الغربي عشية زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، ان رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس سيزور النروج اواخر آب اغسطس المقبل. وذكرت وكالة الانباء النروجية ان بوندفيك قال انه بحث في المساء مع عباس في مسألة تحضير لقائه مع شارون بشكل افضل. واضاف رئيس الحكومة النروجية: "اخذت وجهة نظر رئيس الوزراء الفلسطيني حول الوضع في المنطقة وقد طلب مني ايضا القيام بدور الوسيط مع شارون في امر ما غدا الاربعاء امس". واوضح ان "خريطة الطريق" التي يفترض ان تؤدي الى انشاء دولة فلسطينية، كانت موضوعا مهما في المحادثة الهاتفية مع عباس، ويفترض ان تكون ايضا احد مواضيع اللقاء مع شارون. ودعا رئيس الحكومة النروجية في ايار مايو الماضي كلا من شارون وعباس الى زيارة النروج. وكان شارون اول من وافق على الدعوة ووصل امس الى النروج حيث امضى خمس ساعات في مدينة مولد مسقط رأس بوندفيك. وقال بوندفيك ان لبلاده "دوراً ما للاضطلاع به في الشرق الاوسط"، مؤكدا مع ذلك انه لا يطمح الى قيادة الجهود الديبلوماسية الرامية الى التوصل الى حل للنزاع. واكد ان "المسؤولية الاساسية تقع على اللجنة الرباعية -الولاياتالمتحدة وروسيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي- وعلى الاطراف المعنية نفسها". وكان بوندفيك قال انه ينوي "التشديد امام شارون على المسؤولية الكبيرة التي تترتب على اسرائيل بضرورة الحفاظ على شيء من ضبط النفس في ما يتعلق باستخدام القوة العسكرية لأنها تتسبب دائما في اعمال عنف جديدة من الجانب الفلسطيني". ورفض من جهة اخرى قطع الاتصالات مع رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات -كما يطالب بذلك شارون- لانه "هو الرئيس المنتخب". شارون يحض عباس على نزع سلاح الفصائل وكان شارون حض نظيره الفلسطيني مساء الثلثاء على شن حرب على الفصائل الفلسطينية التي لها اجنحة مسلحة لتحقيق تقدم في تنفيذ "خريطة الطريق". وقال شارون في كلمة ألقاها بالانكليزية: "يجب ان يكون هناك كفاح نشط... وانا اقول... حرب... من جانب الحكومة الفلسطينية الجديدة ضد المنظمات الارهابية". ودعا شارون وهو يخاطب زعماء يهود بريطانيا رئيس الوزراء الفلسطيني الى تفكيك ونزع سلاح منظمات مثل "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"حركة الجهاد الاسلامي". وقال: "في الوقت الراهن اقول ان خطوات صغيرة جداً اتخذت. وامل في ان يكون هناك تغيير". لكنه قال بطريقة غير مباشرة ان عباس ربما ليست لديه القوة الكافية لينقض على النشطاء الذين اعلنوا هدنة مدتها ثلاثة اشهر في 29 حزيران يونيو بعد ان صعدت اسرائيل هجماتها وبعد نداءات من رئيس الوزراء الفلسطيني. وقال شارون ان معظم قوات الامن الفلسطينية مازالت تحت سيطرة ياسر عرفات واتهم الرئيس الفلسطيني بمنعها من التحرك ضد الناشطين. واتهم الفلسطينيون شارون بأنه العقبة الرئيسية امام التقدم في "خريطة الطريق" ودعوه الى اظهار مزيد من المرونة بشأن اطلاق المعتقلين والاسرى الفلسطينيين وتخفيف قبضة الجيش الاسرائيلي على الضفة الغربية. وقال شارون في كلمته: "يتعين على بريطانيا والدول الاوروبية الاخرى ان تبذل كل جهد ممكن لكي تنأى بنفسها عن عرفات الذي يبذل كل جهد ممكن لتقويض الحكومة الجديدة". واخفق شارون في اقناع نظيره البريطاني توني بلير خلال لقائهما ليل الاثنين بقطع الروابط مع الرئيس الفلسطيني. وذكرت صحيفة "ذي انديبندنت" البريطانية امس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي طلب من بريطانيا الضغط على السلطة الفلسطينية لتعمد الى تفكيك مجموعات فلسطينية مسلحة وتوقيف اعضائها. واوضحت الصحيفة نقلا عن مصادر ديبلوماسية اسرائيلية ان شارون عبر عن موقفه هذا خلال زيارته الرسمية للندن الاثنين والثلثاء اثناء مأدبة عشاء جمعته مع نظيره البريطاني وفي لقاءات اخرى. وشدد شارون ايضاً على المسائل الامنية. وذكرت "ذي انديبندنت" ان شارون طلب ايضا من بريطانيا الضغط على رئيس الوزراء الفلسطيني ابو مازن "للتحرك" ضد الفصائل الفلسطينية المسلحة و"تفكيكها وجمع اسلحتها". وقال احد هذه المصادر للصحيفة: "لقد قلنا بوضوح ان الفلسطينيين لن يحصلوا على شيء في حال لم يتخذوا اجراءات ضد الناشطين".