يبدو ان العلاقة القلقة بين الحيوان والانسان مرشحة الى مزيد من القلق! وشهدت السنوات الاخيرة موجة من الاوبئة التي انطلقت من عالم الحيوان لتضرب البشر بقوة. ومن الامثلة على ذلك، فيروس الايدز وبكتيريا الحمى القلاعية وجنون البقر ووباء فيروس وادي غرب النيل وفيروس وادي الصدع وما الى ذلك. وآخر السلسلة ما تناقلته الانباء أخيراً عن فيروس جديد اخذ في الانتشار في الولاياتالمتحدة، هو "جدري القردة" Monkeypox . الذي انتشر بسرعة في ولايات عدة وسبّب ذعراً هائلاً. وهو يُحدث أعراضاً تشبه مرض الجدري، لكنها اقل قوة. وأبرز ما يسببه "جدري القردة" هو بثور الوجه التي تسبب تشوهات عدة. ونسبة العدوى من شخص الى آخر هي اقل منها في الجدري، وتصاحبه حرارة عالية والتهابات عدة قد تسبب الوفاة في خمسة في المئة من الاصابات. والمعلوم ان موطنه الاصلي هو في غابات الامازون وكذلك الغابات الافريقية. وظهرت آخر موجة وباء منه في الكونغو خلال عامي 1996و1997. ويعتقد خبراء اميركيون متخصصون في الفيروسات انه قدم الى الولاياتالمتحدة عبر ما تستورده من القردة الصغيرة، وانه ينتقل من القردة الى الانسان، وربما انواع حيوانية اخرى، بواسطة الفئران. وتقاطع خبر انتشاره مع الانباء المتواترة عن استمرار انتشار فيروس غرب النيل الذي شرع بالانتشار ايضاً بين الخيول الاميركية. ونصحت السلطات الصحية الاميركية بإعطاء لقاح الجدري للاشخاص المعرضين للاصابة بجدري القردة. ولا ينجح هذ اللقاح في حماية البشر الا بنسبة 85 في المئة من الحالات. والمعلوم ان "منظمة الصحة العالمية" اعلنت القضاء على الجدري عام 1977.