بدأت الإعلامية عزة الشرع عملها الإعلامي في بداية الثمانينات من القرن الماضي في الإذاعة السورية، ثم انتقلت الى التلفزيون الرسمي حيث حققت حضوراً في مختلف البرامج التي قدمتها الى ان استقرت في السنوات الأخيرة في تقديم البرامج السياسية ونشرات الأخبار. وعزة من المذيعات اللواتي يؤمنّ بأهمية الثقافة في حياة المذيع التي هي اساساً ما يحقق له الحضور والتميز على الشاشة في عصر يميل فيه العمل في التلفزيون نحو الاعتماد على الشكل والقوام المثير للمذيعة... كيف كانت البداية؟ - عملت في الإذاعة السورية التي اهلتني للعمل مذيعة في التلفزيون وبخاصة في اللغة والثقافة. وكنت أعتقد دائماً ان الشكل الجميل للمذيعة يمكن ان يكون جواز سفر للعبور والانطلاق ولكنه شرط غير كاف للحضور المستمر، بل يجب العمل على المضمون. ما هي قصة العبوس عند المذيعات السوريات؟ - بداية يجب التمييز بين المحطات الرسمية والمحطات الخاصة لأن لكل محطة خطاً سياسياً يمكن ان ينسحب الى حد ما حتى على الكادر في المؤسسة، فلماذا تقولون عبوساً عند المذيعات السوريات، فقط؟ إنها حال طبيعية في غالبية التلفزيونات الرسمية العربية منها والغربية، اضافة الى كون مذيعات الأخبار يمكن ان يتأثرن بالحديث وبخاصة ان المناخ السياسي العام في منطقتنا هو مناخ مأسوي، فلا تستطيع ان تبتسم وأنت تقرأ على سبيل المثال اخباراً عن ضحايا مدنيين في فلسطين او العراق. ومن ناحية اخرى اعتقد ايضاً انه يجب على المذيعة ان تكون دائماً ضمن الإطار الاجتماعي الذي تعمل فيه فهي تدخل كل بيت وتقتحم احياناً خصوصيته لذا يجب عليها احترام مشاعر تلك البيوت... هذا ليس عبوساً، الأدق انها الرزانة والجدية التي تفرضها طبيعة البرامج السياسية. لست راضية ماذا عن تجربتك في الصحافة المطبوعة...؟ - هي مستمرة على رغم انني مقلّة في النشر كون عملي في التلفزيون يأخذ مني وقتاً طويلاً وهو العمل الأساس بالنسبة إلي، لكن هذا لا يمنعني من الكتابة احياناً. هل تعتبرين انك حققت طموحك، وهل انت راضية عن أدائك؟ - لا... غير راضية، احاول دائماً ان أقدم الأفضل، فحتى الان وبعد سنوات طويلة من العمل اقوم بتسجيل نشرة الأخبار التي اقدمها كي استفيد وأكون بالنتيجة راضية عن المستوى وهذا لا يتحقق إلا بالمزيد من المشاهدة لما سُجّل. بصراحة وبعد دخول جيل جديد من الفتيات الحسناوات الى التلفزيون، هل تشعرين بغيرة ما تجاههنّ؟ - بعد تجربتي الطويلة في العمل لست في حاجة الى ان يعرفني الناس ولا أعتقد بأنني أشعر بالغيرة من زميلاتي الجديدات طالما ان عندي ثقة بالنفس، وهذه الثقة يحسدني عليها حتى هؤلاء الزميلات. كذلك اود القول انني وبعد تجربتي الطويلة في هذا المجال بت على قناعة بأن اهم ما يرسخ عند الجمهور والمشاهدين وما يمكن ان يحترموه هو المذيع والمذيعة اللذان يملكان اضافة الى شكلهما الخارجي حضوراً مستمداً بالأصل من الثقافة الواسعة التي تنعكس بدورها على الأداء. ثمة من نلتقي بهم ويعبرون بصراحة انهم غير متابعين للتلفزيون السوري، بل هم ميالون لبعض الفضائيات العربية الرائجة؟ - أريد أن أختصر اجابتي بالمثل الذي يقول: "مزمار الحي لا يطرب اهل الحي"، فالناس دائماً تميل، وهذا شيء طبيعي، لمعرفة المزيد عما يحدث في بقية البلدان العربية مثلما يوجد كذلك جمهور عربي يتابع الفضائية السورية. الكاتب التلفزيوني المعروف الراحل رياض سفلو كان زوجك وقد انقضت على وفاته سنوات، فضولنا يستدعي السؤال عن اسباب عدم زواجك على رغم كل هذه السنين؟ - رحم الله رياض، فهو قبل ان يكون زوجي كان أستاذي وعمل على تأسيسي مهنياً وكان مثقفاً من الطراز الرفيع ومعداً وعازف اورغ إضافة الى كونه رساماً وخطاطاً، لكن للأسف كان حظه من الدنيا قليلاً فلم يعش سوى 48 سنة، عشت معه منها عشر سنوات وبعده لم يعد لي حظ فأنا فقدته من جهتين كزوج وكأستاذ.