يعيد متحف الآثار العراقي الذي تعرض لنهب شديد عقب انهيار حكم صدام حسين فتح أبوابه الشهر المقبل بعد العثور على الكثير من الكنوز التي كان يخشى فقدها الى الابد مخبأة في سراديب في كل انحاء المدينة. وقال مدير البحوث في المتحف دوني جورج اليوم ان من بين المعروضات في المتحف "كنوز نمرود"، وهي مجموعة من المجوهرات المرصعة بالالماس التي تعود الى العصر الآشوري والتي عرضت مرة واحدة فقط ولفترة قصيرة خلال الثلاثة آلاف سنة الماضية. وعُثر على هذه الكنوز الخميس في سراديب أغرقتها المياه تحت البنك المركزي المنهوب. واكتشفت الكنوز بين عامي 1988 و1990 في قبور ملكية قديمة تحت قصر آشوري يعود الى القرن التاسع قبل الميلاد وعرضت في متحف بغداد قبل اخفائها في البنك المركزي قبل حرب الخليج عام 1991. وستعرض هذه الكنوز اعتباراً من الثالث من تموز يوليو عندما يعيد ايضاً المعرض الآشوري الكبير التابع للمتحف فتح ابوابه. والى جانب معروضات نمرود، مؤسس الامبراطورية الآشورية، عثر المحققون الاميركيون على آلاف القطع من المجموعة الرئيسية للمتحف الاسبوع الماضي عندما اقتادهم الموظفون الى سرداب سري في بغداد، حيث نقلت القطع الى هناك للحفاظ عليها قبل الغزو الاميركي للعراق. وقال جورج، وهو يقف بين انقاض المتحف الذي تهدم جزء منه "انه مكان سري فيه المجموعة الكاملة للمتحف التي كانت معروضة وهي آمنة". ورداً على سؤال عن مكان السرداب قال: "اذا قلت لكم فإنه لن يكون سرياً". وذكر جورج ان العاملين في المتحف أعادوا ايضاً قطعاً اخذوها الى منازلهم اثناء الحرب. ويقول محققون اميركيون ان نحو ثلاثة آلاف قطعة ما زالت مفقودة من المتحف وغالبيتها لم تكن صالحة للعرض. وأضاف جورج ان 33 قطعة من المجموعة الرئيسية ما زالت مفقودة ومن المحتمل ان يكون لصوص محترفون هم الذين سرقوها. ومن بين الكنوز المفقودة وعاء من العصر السومري يعود الى سنة 3200 قبل الميلاد وتمثال يعود الى عام 2300 قبل الميلاد. وصرح بأن "المتحف العراقي قد يكون المتحف الوحيد في العالم الذي لديه سلسلة كاملة من التاريخ البشري ابتداءً من نصف مليون عام الى بداية القرن الماضي. هذه القطع كانت حلقات مهمة للغاية في هذه السلسلة". وأردف قائلاً: "يمكن تتبع تطور الفنون والفلسفة من هذه القطع. لقد فقدت الآن. وهذه خسارة كبيرة ليست للمتحف فحسب ولكن للانسانية بأسرها".