تعد مدينة نمرود الأثرية، الواقعة في منطقة أعلنت القوات العراقية الأحد تحريرها من قبضة تنظيم داعش، الذي قام بتجريفها، درة الحضارة الآشورية، وموطنا لكنز يعد من أهم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين. عن المدينة مدينة نمرود من المواقع الأثرية المرشحة للإدراج على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، واسمها المعتمد هو الاسم العربي للمدينة التي كانت تعرف أساسا باسم "كلحو"، على ضفاف نهر دجلة على مسافة 30 كلم إلى الجنوب من الموصل، كبرى مدن شمال العراق وأولى المناطق التي احتلها تنظيم داعش الإرهابي في يونيو 2014، وأعلن عن جرف مدينة نمرود، بعد أيام من نشر التنظيم شريطا يظهر قيامه بتدمير آثار في الموصل. ويعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وهي أحد أشهر المواقع الأثرية في العراق، البلد الذي عرف بكونه مهدا للحضارات. وقال عالم الآثار العراقي في جامعة "ستوني بروك" الأميركية حيدر حمداني، "نمرود كانت عاصمة آشور خلال العصر الآشوري الحديث".
كنز النمرود يقول حمداني إن هذا الموقع "كان فعلا موقعا مهما جدا في تاريخ بلاد ما بين النهرين، والعديد من كنوز آشور الأثرية مصدره هذا الموقع". ومن أبرز الآثار التي عثر عليها في الموقع "كنز نمرود"، الذي اكتشف في 1988، وهو عبارة عن 613 قطعة من الأحجار الكريمة والمجوهرات المصنوعة من الذهب، ووصف العديد من علماء الآثار هذا الاكتشاف بأنه الأهم منذ اكتشاف قبر الملك الفرعوني توت عنخ آمون عام 1923، ويعود تاريخ الكنز إلى نحو 2800 عام، وأخفته السلطات العراقية بعد فترة قصيرة من العثور عليه. وكان قد عُثر على الكنز محفوظا في المصرف المركزي العراقي، بعد أسابيع من سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين، إثر دخول القوات الأميركية بغداد في أبريل 2003، وبحسب مسؤول عراقي يعمل في مجال الآثار، أعيد الكنز بعد وقت قصير من إعادة اكتشافه، إلى خزنة في المصرف المركزي حيث لا يزال هناك.
دمار كبير بدأ ذكر المدينة من قبل علماء الآثار عام 1820، وجرت عمليات استكشافها والتنقيب عنها في العقود اللاحقة، من قبل علماء أجانب، وتعرضت المدينة للنهب إبان الغزو الأميركي للعراق عام 2003. ولم يتضح مدى الضرر الذي ألحقه المتطرفون بالمدينة الأثرية مؤخرا، إذ إن حراس الموقع ومسؤولي الآثار العراقيين، غير قادرين على تقييمه بسهولة، وتقع غالبية المواقع الأثرية في محافظة نينوى، ومركزها الموصل، في مناطق تحت سيطرة تنظيم داعش بالكامل، وقد تم نقل العديد من آثار نمرود من الموقع الأصلي، إلى عدة متاحف، بينها متحفا الموصل وبغداد، إضافة إلى متاحف في باريس ولندن وغيرها. إلا أن أبرز القطع لا سيما التماثيل الآشورية الضخمة للثيران المجنحة ذات الرأس البشرية، والقطع الحجرية المنقوشة، بقيت في الموقع.
عن مدينة نمرود 2800 عمر كنز النمرود
1988 تم اكتشاف كنز نمرود 613 قطعة مكتشفة من الحجار الكريمة والمجوهرات الذهبية تشكل الكنز 1820 أول ذكر للمدينة عند علماء الآثار 2003 تعرضت للنهب إبان الغزو الأميركي