كانت انطلاقة المذيعة منى سلمان من خلال إذاعة الشرق الأوسط فرضت نفسها بكفايتها وثقافتها، وجاء بعد ذلك انتقالها الى الشاشة من خلال القناة الثقافية فعبرت الى قلوب المشاهدين بملامحها البسيطة وحضورها القوي وبرنامجها الحواري المتميز "المنتدى". "الحياة" التقتها وكان هذا الحوار: كانت بدايتك في الإذاعة المصرية، ماذا يمثل لك هذا؟ - أعتبر نفسي سعيدة الحظ لأنني بدأت في الاذاعة المصرية فور تخرجي في كلية الاعلام، عندما أعلنت الاذاعة المصرية عن مسابقة وتم اختياري بعد اجتيازي الكثير من الامتحانات التي كانت في غاية الصعوبة، ذلك أن مسابقات التلفزيون تدخل بها اعتبارات مثل الشكل والمظهر وغير ذلك من اشياء من السهل أن يكتسبها الانسان مع الوقت، أما الاذاعة فلديها اعتبارات أخرى اذ تهتم بالمضمون في الأساس والقدرات الحقيقية للمذيع والمهارات المهنية واللغة والثقافة. كيف جاء انتقالك من الاذاعة الى شاشة القناة الثقافية؟ - ايضاً كنت محظوظة، حينما أنشئ قطاع القنوات المتخصصة وكان في حاجة الى شباب متخصصين من خريجي الإعلام فدخلت هذا القطاع كمعدَّة ومخرجة ثم كمذيعة والآن اصبحت من الاشخاص الذين يعتمد عليهم في شكل حقيقي. هل أفادتك تجربتك في الاذاعة؟ - طبعاً وكنت سعيدة بها لدرجة جعلتني أتردد كثيراً في قرار هو محسوم بالنسبة الى آخرين غيري وهو انتقالي من الاذاعة الى القنوات المتخصصة وما زلت حتى الآن اعشق الاذاعة وأعتبر نفسي مستمعة جيدة لها حتى قبل ان أكون مذيعة فيها، وهذا لأني من جيل انقرض تقريباً، تربينا على الاذاعة فكان لها دور كبير في تكويني وبناء وعيي لأنها مصدر مهم جداً لنقل الثقافة وتشكيل الوعي. اعتمد على موهبتي لكن على رغم هذا كانت مرحلة بالنسبة اليك جاءت بعدها مرحلة انتقالك الى الشاشة، لماذا؟ - لم اعتبرها مرحلة ابداً، لكن المسألة تعود الى حلمي منذ زمن طويل بأن أكون مذيعة وعلى رغم حبي للاذاعة إلا أنني أرى للاسف وأكرر للأسف ان دورها بدأ يتراجع أمام التلفزيون والفضائيات، ومن الممكن ايضاً ان تكون غواية البدء مع مكان جديد كان له دور ايضاً في قراري هذا، ايضاً كان هناك نوع من التحدي فلم يكن أحد يتخيل أن منى سلمان الفتاة السمراء الآتية من صعيد مصر من الممكن أن تظهر على الشاشة. ولماذا لم يتخيل أحد ظهورك على الشاشة؟ - هناك نموذج معين للمذيعة اصبح هو المثال وفُرض تقريباً في كل البلدان العربية بما فيها مصر وهو النموذج "اللبناني" مع كامل الاحترام له وابتكاره وشكله وأسلوبه، لكن من حق الناس ان يجدوا انفسهم على شاشات بلدهم وليس من المفروض أن يكون هناك نموذج واحد غريب منهم هو الذي يتم تفضيله وفرضه والترويج له على اعتبار انه النموذج. وهذا الشكل الذي كان عائقاً لك في البداية هل ساعدك بعد ذلك؟ - نعم، ساعدني شكلي كثيراً وهذا لأنني قريبة من الناس فيشعر المشاهد بأنني أخته أو جارته، فهو الشكل المألوف وهذا يساعدني أكثر في توصيل المضمون الذي اريد توصيله. وما هي المعوقات الاخرى التي قابلتك؟ - أولاً كان شكلي غير المألوف لشكل المذيعات فلا اتميز بالملامح الاوروبية التي ظلت مسيطرة على شاشاتنا لفترة طويلة الى جانب أنني من الطبقة المتوسطة البسيطة، فدخولي مبنى الاذاعة والتلفزيون كان من دون وساطة أو معرفة في الوقت الذي كان زملائي في كلية الاعلام منذ السنة الاولى لهم في الكلية يعلمون تماماً أنه يوجد المكان الذي سيرحب بهم سواء في مؤسسة صحافية ام في التلفزيون فكان اعتمادي على موهبتي التي اؤمن بها واجتهادي ورغبتي في التحقق مهنياً، وحين تتوافر للانسان هذه الاشياء سيصل هذا الاجتهاد لمن حوله، ما يجبرهم على مساعدته واتاحة الفرصة له، وهذا تحقق من خلال عملي في القناة الثقافية وأعتبرها تجربة ثرية جداً.