تتمتع المذيعة المصرية مها عثمان بحضور متميز كان أحد أسباب نجاحها في الكثير من البرامج التي تقدمها. بدأت عثمان رحلتها من خلال "القناة الثالثة" ثم اختيرت للعمل في "القناة الأولى". وهي على رغم تمتعها بجمال ملحوظ، ترى أن المذيعة المتمكنة، هي "التي تغلّب ثقافتها على جمالها" والتي "تجعل من ضيفها النجم". وتتمنى أن تتمكن من إعداد كل برامجها بنفسها، هي التي قدمت الكثير من البرامج المتميزة على شاشة القناة الأولى من بينها "جوه القلب و"ابطال ومعارك" و"نجمين من قطرين" و"بطاقة شخصية". هل ترين ضرورة لمذيعة الربط في عصر الفضائيات؟ - مذيعة الربط ليست اختراعاً للتلفزيون المصري وإنما هي موجودة في معظم القنوات العربية والعالمية، ولا بد من أن تكون لها مواصفات خاصة جداً، تبدأ بالبساطة والهدوء والثقافة والقدرة على السيطرة على انفعالاتها. ولا بد كذلك من أن تكون أنيقة من دون تكلف، فهي وجه يطل على المشاهدين كثيراً والكاميرا مركزة على وجهها. وهذه المواصفات تقربها من المشاهدين. كما عليها أن تراعي البساطة في ملابسها وماكياجها حتى لا يشعر المشاهد بأنه أمام "تابلوه" مملوء بالألوان الصارخة. لا بد إذاً من أن تهتم كل مذيعة بصورتها العامة فهي تمثل قدوة لجيل معين من الشابات في سن معينة قد يقلدن ما ترتديه. يتردد كثيراً أن هناك فارقاً كبيراً بين مذيعات التلفزيون المصري ومذيعات القنوات الفضائية العربية... ما رأيك؟ - نسمع مثل هذا الكلام الذي قد يتطور في بعض الأحيان إلى هجوم يصف المذيعات المصريات بالقصور، ولكن الحقيقة هي أن بعض مذيعات القنوات الفضائية العربية لديهن مساحة حرية أكبر في ارتداء ملابس معينة واستعمال اكسسوارات واسلوب في الحديث قد لا يتفق مع قيم المجتمع المصري. ولا ننسى دور التلفزيون في التأثير في الأجيال، وهناك قائمة ممنوعات امام المذيعة على الشاشة، ومن الضروري أن تتصف بالاحتشام في الملابس، وحتى في اسلوب الكلام... وهذه الممنوعات فرضت نوعاً من أنواع الرقابة الداخلية أو الذاتية. وفي مسألة العلاقة بين المذيعة والجمهور، لا بد من أن يكون لها حدود، فنجد مثلاً مذيعة في إحدى القنوات الفضائية العربية ترسل قبلات للمشاهدين في نهاية البرنامج، ومثل هذا التصرف لا استطيع أن أفعله في التلفزيون المصري لأن المشاهد المصري له طبيعة خاصة، فهو محافظ وله قيم معينة يحافظ عليها داخل منزله وعليّ أن أراعي شعوره. عدم المقاطعة نلاحظ أحياناً سيطرة بعض المذيعات في حوارهن مع الضيوف، فهل من حق المذيعة أن تستعرض معلوماتها أمام الضيف والمشاهدين؟ - هذا الاسلوب خاطئ تماماً فالمذيعة، عندما تتحدث أكثر من الضيف، حتى لو كانت معلوماتها صحيحة، فإن ذلك سيؤثر في الضيف ويصيبه بالتوتر، لأنه لا يستطيع إنهاء حديثه، وفي النهاية يخسر المشاهد. والحوار له آداب ابسطها عدم المقاطعة أثناء الحديث لاستعراض المعلومات . أنا عندما أقدم ضيفاً، حتى لو كنت أعرف الكثير عن الموضوع، أتظاهر بأنني لا أعرف شيئاً عنه حتى يستطيع الضيف أن يقدم معلوماته في شكل صحيح. ويأتي دوري هنا في طريقة السؤال نفسها التي تظهر إذا كانت الأسئلة تقال بفهم ووعي، انها مجرد ترديد لكلمات محفوظة. وأحرص بشدة على أن أضع نفسي مكان المشاهد، وأتخيل كل ما يجول في تفكيره من أسئلة يريد أن يوجهها للضيف. من مثلك الأعلى في مجال مهنتك كمذيعة؟ - الإعلامي الكبير حمدي قنديل هو مثلي الأعلى، فهو نموذج المذيع الواعي المثقف الواثق من نفسه، الذي يمتلك قدرة عالية على إدارة الحوار برشاقة شديدة، وما زال برنامجه الشهير "رئيس التحرير" هو مثال البرنامج الجريء المتابع والذي يتعرض لكل القضايا المطروحة بمختلف أنواعها بفهم ووعي وقدرة على تبسيط المعلومة لكي تصل إلى كل مستويات المشاهدين وهذا هو الدور الأول للإعلام. ما نوعية البرامج القريبة إلى قلبك وعقلك؟ - عندما يكون مقدم البرامج مهتماً بنوعية معينة من البرامج يكون الأمر مختلفاً بالنسبة إليه. ويبدو هذا واضحاً. وأنا أحب برنامج المنوعات الثقافية الذي يقدم معلومة للمشاهد في حوار بسيط، إلى جانب إطلاعه على ما يحدث على الساحة من دون تكلف أو اصطناع. أيها تفضلين إعداد البرنامج وتقديمه أم تقديمه فقط؟ - في بداية عملي في التلفزيون كنت معدة برامج تم دخلت امتحان المذيعات وقدمت برامج عدة من إعدادي، واعتقد أن المذيعة التي تعد برامجها هي أكثر قدرة على توصيل المعلومة للمشاهد، كما وضعتها. وهذا بالطبع لا يقلل من قيمة المذيعة التي تقدم فقط، فهي في النهاية تضفي من شخصيتها على ما تقدمه، ولكنني مع الرأي القائل بأن من الأفضل لي أن أعد البرامج التي اقدمها بنفسي. وفي وقت من الأوقات قدمت الكثير من الأفكار على أن تكون من إعدادي وتقديمي ورفض طلبي ولم أعاود التجربة مرة أخرى. هل غيابك عن الشاشة لسنوات كان له سبب قوي يوازي عشقك لعملك؟ - أحياناً يحتاج الإنسان إلى ترتيب أوراقه من جديد أو ترتيب نفسه خصوصاً إذا ما استجد في حياته عنصر مهم، وأعتقد أن الزواج يعد من الأسباب المهمة التي دفعتني للابتعاد عن الشاشة، لأنني رافقت زوجي الديبلوماسي إلى جنوب أفريقيا.