أكد موفد الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تيري رود لارسن العزم "على جعل مسيرة السلام في المنطقة شاملة وتتناول أيضاً المسارين اللبناني والسوري على ان يكونا متلائمين مع نص خريطة الطريق"، بينما أكد لبنان دعمه "الجهود الدولية لتحريك العملية السلمية" وقلقه من "المحاولات الاسرائيلية المتكررة لعرقلة هذه الجهود المتمثلة باستمرار العدوان ضدّ الفلسطينيين". وكان لارسن التقى، أمس، رؤساء الجمهورية اميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري ووزير الخارجية جان عبيد وأطلعهم على نتائج اجتماع اللجنة الرباعية". وقال في غير تصريح ان "هناك صعوبات كثيرة أمامنا، لكنني أعلم أن لبنان سيبذل كل جهد لاداء دور بناء وللمساهمة في تحريك مسيرة السلام الهشة التي أعيد تحريكها". ونفى ان تكون هناك "خريطة طريق" جديدة للبنان وسورية، موضحاً ان "هناك "خريطة طريق" واحدة تقضي باحلال سلام شامل في المنطقة، وهذا يعني ان السلام الشامل يجب ان يشمل لبنان وسورية اللذين يشكلان، بحسب ما تنص الخريطة، جزءاً من مسيرة السلام". وأكد ان "هناك مواضيع يجب حلها من خلال تنفيذنا الخريطة، وأهمها موضوع الاحتلال الاسرائيلي لأراضٍ في البلدين". وأشار لارسن الذي يزور سورية اليوم، الى ان "إحدى الركائز الاساسية ل"خريطة الطريق" بحسب ما ورد في مقدمتها، هي المبادرة السعودية التي تبنتها قمة بيروت"، واصفاً الخريطة بأنها "واسعة النطاق لشمولها هذين المسارين" وب"بعيدة النطاق لأنها تدعو الى وضع حد للاحتلال الذي بدأ في عام 1967". ولم تغب عن زيارة لارسن لبيروت، أوضاع جنوبلبنان والخروق الاسرائيلية التي أبدى لارسن قلقه من استمرارها ومن "الازدياد الدراماتيكي لوتيرة تحليق الطائرات الاسرائيلية فوق الجنوب في الأيام العشرة الأخيرة". وأعرب لارسن عن ارتياحه وارتياح الأمين العام كوفي أنان الى "استقرار الوضع في الجنوب"، موضحاً انه سيضمن تقريره الى مجلس الأمن الشهر المقبل "انطباعات جيدة تكونت نتيجة التعاون القائم بين لبنانوالأممالمتحدة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن". وناشد كل الاطراف "ضبط النفس وخصوصاً في ظل الحال الصعبة التي تمر بها المنطقة". وكان لحود لفت نظر لارسن الى "معاودة اسرائيل انتهاك المجال الجوي اللبناني ما يشكل تعدياً صارخاً على السيادة اللبنانية والقرارات الدولية". وذكره ب"أهمية تنفيذ الأممالمتحدة التزاماتها غداة تحرير الجنوب عام 2000، ومنها الدعوة الى مؤتمر للدول المانحة لمساعدة القرى المحررة وتنفيذ مشاريع انمائية فيها وتشجيع الجنوبيين على العودة ومساعدة المقيمين، خصوصاً بعدما حققت عملية نزع الالغام الاسرائيلية تقدماً ملحوظاً". وأكد "التزام لبنان مرجعية الأممالمتحدة في ما يخص موضوع الافادة من مياه الأنهر التي تنبع من أراضيه"، منوهاً ب"دعم في هذا المجال". وكذلك أثار بري مع لارسن استمرار تحليق الطائرات الاسرائيلية وخرقها جدار الصوت، سائلاً: "ألا يشكل هذا خرقاً للخط الأزرق". وأكد "عدم تفريط لبنان بحصته من المياه"، مطالباً الأممالمتحدة ب"رعاية موضوع المياه" وب"ادانتها للخرق الجوي ورفضها الابتزاز الاسرائيلي".