مع وصول مستشارة الرئيس الاميركي للامن القومي كونداليزا رايس الى المنطقة، أعلن التوصل الى اتفاق على انسحاب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة وبيت لحم، في حين تستمر المشاورات بين الفصائل الفلسطينية واطراف عربية في مقدمها مصر، من اجل الحصول على "ضمانات اميركية" لاعلان اتفاق وقف النار. راجع ص 5 و6 وافادت الاذاعة الاسرائيلية ان الجانبين الفلسطيني - الاسرائيلي عقدا اجتماعاً امنياً صاخباً دام خمس ساعات امس، وهدد خلاله وزير الشؤون الامنية الفلسطيني محمد دحلان بالانسحاب. واوضحت ان اسرائيل تنازلت في نهاية المطاف عن مطلبها بأن يعلن دحلان نيته تفكيك البنى التحتية للتنظيمات الفلسطينية، كما تنازلت عن مطلبها تسلم خطة امنية مفصلة لادارة المناطق التي تخليها اسرائيل، وذلك في مقابل تعهد دحلان بوقف الهجمات في المناطق التي تخليها اسرائيل، بما في ذلك اطلاق صورايخ "القسام" على بلدات اسرائيلية. اما بالنسبة الى "القنابل الموقوتة"، فاتفق الجانبان على ان تتعاطى السلطة مع التهديدات وفق المعلومات التي تنقلها اليها اسرائيل. وبثت القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي الحكومي ان اتفاقاً ابرم وان القوات الاسرائيلية قد تبدأ في الانسحاب من المنطقتين ربما اعتباراً من مطلع الاسبوع المقبل. الشيخ ياسين وعلى مسار الهدنة، أبدى مؤسس "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الشيخ احمد ياسين استعداد الحركة للتوصل الى هدنة او تعليق عمليات المقاومة، موضحاً ان الهدنة غير رسمية وان "حماس تعمل مع الفصائل والتنظيمات الاخرى من اجل التوصل الى بيان مشترك يقبله الجميع". وقال ان "حماس درست كل التطورات وتوصلت الى قرار بالدعوة الى هدنة او تعليق عمليات المقاومة"، واضاف ان الحركة اوفدت مسؤولين الى الاطراف التي تدخلت من اجل التوصل الى الهدنة، وهي مصر والسعودية وقطر. وكشفت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان ثلاث صيغ لاعلان "وقف النار" المقرر ان تعلنه "حماس" و"فتح" و"الجهاد" ارسلت الى مصر للبحث في "الصيغة الاكثر ملائمة" التي تستطيع القاهرة ان تحصل ضمانات اميركية واضحة عليها. نشاط في القاهرة وعلمت "الحياة" في مصر أن ثلاثة من رموز "حماس" و"الجهاد" وصلوا الى القاهرة امس حاملين افكاراً وملامح لمشروع الرد المشترك على مشروع الهدنة المصرية المقترحة لمدة ثلاثة اشهر مع الجانب الاسرائيلي. وذكرت مصادر مصرية مطلعة انه في حال توافق الرؤى المصرية والفلسطينية سيصل الى القاهرة كل من المسؤول السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل والمسؤول السياسي لحركة "الجهاد" رمضان شلح لتقديم الموافقة النهائية للحركتين على قبول الهدنة المصرية. ورجحت المصادر أن تتسلم القاهرة اليوم ضمانات اميركية للهدنة بعد لقاء رايس رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، مشيرة الى أن مساعد وزير الخارجية الاميركية وليام بيريز سيعود مجدداً الى القاهرة لذلك الغرض.