رفضت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس وحركة "الجهاد الاسلامي في فلسطين" اتفاق "هدنة موقتة" تقترحه القاهرة، واكدتا انهما لن توقفا المقاومة طالما استمر الاحتلال الاسرائيلي جاثماً فوق الأراضي الفلسطينية، وطالما واصلت قواته عدوانها واعتداءاتها. واكدت مصادر سياسية مصرية ان القاهرة تهدف من وراء دعوة الفصائل الفلسطينية إلى اجتماع في العاصمة المصرية الأربعاء، الى الخروج ب"إعلان" ملزم لكل الفصائل. وكشفت أن الاعلان المقترح يتضمن وقف العمليات الفلسطينية بعض الوقت ومباشرة فترة هدوء معلن. واشارت الى اتصالات مصرية - اميركية لضمان عدم نسف اسرائيل ما يمكن التوصل اليه من اتفاق بين الفصائل، معتبرة ان هذا الاتفاق سيدعم السلطة وتوجهاتها نحو استئناف المفاوضات السلمية. ومع بدء العد العكسي للانتخابات الاسرائيلية، كشفت مصادر صحافية اسرائيلية مساعي لاستئناف اعمال البناء المتوقفة منذ عشرة اعوام في مستوطنة في واد الجوز في قلب القدسالشرقيةالمحتلة، وذلك وفق مخطط قديم لرئيس الوزراء آرييل شارون يعرف باسم "بوابات القدس"، ويهدف الى زيادة عدد المستوطنين في الأحياء العربية لقطع الطريق أمام الانسحاب من المدينة في إطار أي تسوية سلمية مستقبلية. كذلك بدأ مجلس المستوطنات في الضفة الغربية بوضع خريطة تحدد مسار "الجدار الفاصل" بين المستوطنات وباقي الاراضي الفلسطينية، على أساس الاستيلاء على أكبر مساحة من الارض وأقل عدد من الفلسطينيين. وسيؤدي هذا المخطط، إذا نُفذ الى ازاحة الخط الاخضر بعمق 15 كيلومتراً في هذه المنطقة. في غضون ذلك، شدد اسماعيل هنية أحد قادة "حماس" على أن الحركة متمسكة بالمقاومة. وقال ل"الحياة"، معلقاً على اقتراح مصر هدنة لمدة عام واحد بين الفلسطينيين واسرائيل "إن موقف الحركة هو استمرار المقاومة طالما استمر الاحتلال فوق الأرض، وطالما استمر العدوان". وأكد ان الحركة ستلبي دعوة القاهرة. وسئل هل تخشى "حماس" أن تتهم باحباط الحوار واحتمالات التوصل الى هدنة، فأجاب "ان الحركة ليست وحدها المتمسكة باستمرار المقاومة، فالفصائل كلها، بما فيها "فتح" ليست مع الغاء ورقة المقاومة من دون أن تحقق اهدافها". وأعرب عن اعتقاده بأن وقف المقاومة يصب في مصلحة شارون في الانتخابات المقبلة. وأكد الشيخ نافذ عزّام، أحد قادة حركة "الجهاد الاسلامي" ان "الحركة لن تقبل وقف المقاومة طالما بقي الاحتلال والعدوان الاسرائيلي والاجراءات القمعية والتنكيل". وأضاف: "حتى الآن لا توجد أي ضمانات لوقف العدوان، وكل اشكال القمع والتنكيل والاغتيالات وعمليات الاجتياح، لذا من الصعب على أي طرف فلسطيني ان يقبل بأي خطط أو تفاهمات" من قبيل الهدنة. ورداً على سؤال آخر عن موقف الحركة في حال وقف هذه الاجراءات وتوافر ضمانات، قال عزام ان "هناك مبادرة سابقة للأمين العام لحركة "الجهاد" رمضان شلح تتضمن وقف اسرائيل عدوانها على المدنيين الفلسطينيين في مقابل أن تفكر الحركة، وربما الفصائل الأخرى في وقف العمليات الفدائية، ولكن في ظل العدوان لا يعقل ان يتوقف الفلسطينيون عن الدفاع عن أنفسهم".