تُقدر مصادر نفطية في العاصمة البريطانية ان لا تؤمن مبيعات النفط العراقي حتى نهاية السنة الجارية اكثر من بليوني دولار "اذا استطاعت وزارة النفط العراقية تصدير ما معدله 500 الف برميل يومياً من اصل انتاج مليون برميل يومياً". وتقول المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها، "ان تحقيق المبلغ امر ممكن اذا استطاعت القوات الاميركية والبريطانية الحفاظ على امن المنشآت النفطية واستمرار عملية تصدير النفط ما قد يُشجع الشركات الدولية على التوجه الى العراق لإعادة إعمار بنيته النفطية التي تداعت من الحصار الدولي والحرب الاخيرة التي اسقطت صدام". من جهة ثانية تدرس الادارة الاميركية اقتراح رهن ايرادات النفط المستقبلية لصالح الشركات الاميركية التي تنفذ مشاريع اعادة الاعمار ولتمويل بعض النشاطات المدنية والعسكرية. قالت مجموعة تروج لاعمال الشركات الاميركية ان ادارة الرئيس جورج بوش تدرس استخدام ايرادات النفط والغاز المستقبلية للعراق كضمان لقروض مشاريع اعادة اعمار البلاد. وقال رئيس المجموعة ادموند رايس ان مجموعته تسعى لحشد التأييد لاقتراح استخدام ايرادات نفطية تصل الى نحو ثلاثة بلايين دولار كضمان لاقتراض اموال من مصارف تجارية لمشاريع في العراق. واضاف "تلقينا تأييداً قوياً من الادارة لهذا الاقتراح". وبين اعضاء المجموعة شركات كبرى لها انشطة في العراق مثل شركة "هاليبرتون" النفطية العملاقة وشركة "بكتل" للتشييد والاعمال الهندسية. وقال رايس "ان استخدام هذه الايرادات المستقبلية سيساعد في سد فجوة متسعة في التمويل من الدول الاخرى لاعادة بناء العراق ورفع بعض الضغوط المالية عن واشنطن… الخيارات لدعم اعادة الاعمار مالياً محدودة جداً". وقال بنك التصدير والاستيراد الاميركي انه يدرس ايضا خيار استخدام الايرادات النفطية المستقبلية كضمان لتمويل مشاريع اعادة الاعمار. وقال بو اوليسون المتحدث باسم البنك "هذا اقتراح يهتم به الكثيرون ويركز عليه البنك خصوصاً، لكن البنك لم يتخذ قراراً بعد". واضاف "ان مثل هذا الاسلوب سيعود بالفائدة على كل الشعب العراقيوالولاياتالمتحدة التي سيتاح لشركاتها منفذ الى سوق العراق". وكتب النائب الديموقراطي هنري واكسمان رسالة الى وزارة الدفاع الاميركية هذا الاسبوع يطلب معلومات عن خطط محتملة لرهن النفط العراقي لدفع قيمة عقود مع "بكتل" و"هاليبرتون". وعمل نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني رئيساً لكل من الشركتين في السابق. وقال واكسمان "ان مثل هذه الخطوة ستتعارض بشكل جوهري مع الزعم بان نفط العراق هو ملك للشعب العراقي". وقال رايس "بمقتضى خطة مجموعته فان هيئة جديدة يرأسها عراقيون ستدير التعهدات الخاصة بايرادات النفط والغاز المستقبلية مع اشراف من الاممالمتحدة. ومعظم اعمال الاعمار في العراق تقوم بها شركات اميركية حصلت على عقود سواء من وزارة الدفاع او الوكالة الاميركية للتنمية الدولية. واقترح رايس ان تكون القروض التي ستضمنها ايرادات النفط والغاز مفتوحة للمنافسة الدولية. الانتاج وكان ثامر غضبان، الذي يتولى ادارة صناعة النفط العراقية قال امس "ان انتاج العراق النفطي ارتفع الى 900 الف برميل يومياً وانه لا يزال يستهدف زيادته الى مليون برميل يومياً قبل نهاية السنة الجارية". وقال غضبان، الذي عينته الولاياتالمتحدة، في مؤتمر صحافي "ان بغداد رفعت انتاجها النفطي الى اكثر من 500 الف برميل يومياً من حقولها الشمالية وان انتاج الحقول الجنوبية زاد نحو 100 الف برميل يومياً الى 400 الف برميل في اليوم". واضاف "عيوننا على هذه الاهداف ان لم يكن أكثر. لكن الامن والاستقرار ليسا في أيدينا". وكانت طاقة انتاج النفط العراقية قبل الحرب وصلت الى نحو ثلاثة ملايين برميل في اليوم. وقال غضبان ان سلسلة من الهجمات يشنها "مخربون" على خطوط الانابيب لم تؤثر في انتاج حقول النفط لكنها "تعرقل الامدادات الى مصافي النفط المحلية".