أُختتمت فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان روتردام للفيلم العربي الذي استمر من 11 الى 18 حزيران يونيو الجاري. وعُرض على مدى ثمانية أيام 51 فيلماً عربياً، بينهما فيلمان أجنبيان أحدهما تركي، والآخر إيراني. وقد تنافس على جوائز الصقر الذهبي والفضي 18 فيلماً روائياً طويلاً وقصيراً، و14 فيلماً وثائقياً طويلاً وقصيراً. وتوصلت لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية المكونة من المخرج العراقي قيس الزبيدي والفنانة والناقدة الألمانية كودرون كويير الى منح جائزة الصقر الذهبي للفيلم الوثائقي الطويل "أنسَ بغداد" للمخرج العراقي - السويسري سمير، فيما حصد جائزة الصقر الفضي الفيلم الوثائقي الطويل "جنين... جنين" للمخرج الفلسطيني محمد بكري. أما جائزة الصقر الذهبي للفيلم الوثائقي القصير فقد نالها فيلم "100 في المئة أسفلت" للمخرجة اللبنانية كارول منصور، فيما حصل الفيلم الوثائقي القصير "مجرد مدينة" للمخرج السوري المقيم في أوسلو هشام الزعوقي على جائزة الصقر الفضي. ترأس لجنة تحكيم الفيلم الروائي الطويل الناقد المصري سمير فريد، وفاز بجائزة الصقر الفضي للفيلم الروائي الطويل. "صندوق عجب" للمخرج التونسي رضا الباهي، فيما حصل فيلم "صندوق الدنيا" لأسامة محمد على جائزة الصقر الفضي. وعبّر أسامة محمد عن انزعاجه لأنه يعتقد بأن الصقر الذهبي هو من نصيبه، وأن الجوائز الفضية هي من نصيب الآخرين! أما جائزة الصقر الذهبي للفيلم الروائي القصير فكانت من حصة المخرجة المصرية نواره مراد عن فيلمها الروائي القصير "ليل خارجي"، فيما نال فيلم "الثلثاء 29 شباط فبراير" جائزة الصقر الفضي للفيلم الروائي القصير للمخرجة المصرية جيهان الأعصر. وكرّم المهرجان في دورته الثالثة ثلاثة مخرجين هم المخرج المصري الراحل رضوان الكاشف الذي حصل على جائزة الصقر الذهبي في الدورة الثانية للمهرجان، والمخرج التونسي عبداللطيف بن عمار الذي كرّس حياته للسينما التونسية، والمخرج العراقي قيس الزبيدي الذي غادر العراق في مطلع شبابه إلى ألمانيا، ثم استقر في سورية، وأخرج عدداً كبيراً من الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة عن القضية الفلسطينية تحديداً، كما أخرج الفيلم الروائي الطويل "اليازرلي" الذي نال عدداً كبيراً من الجوائز في مهرجانات عربية ودولية. وتثميناً لجهوده الفنية، وانقطاعه للقضية الفلسطينية قررت رئاسة مهرجان روتردام للفيلم العربي تكريمه بدرع المهرجان. ونوّه الناقد سمير فريد بأن الأفلام المشاركة في مجملها كانت جيدة حتى الأفلام التي لم تفز. وذكّر بأن الفرد هتشكوك وشارلي شابلن لم يحصلا على أي جائزة طوال حياتهما، وأن هناك الكثير من الفنانين الكبار لم يحصلوا على جوائز، ولكنهم يظلون في "خانة" الفنانين العظام، فالجائزة لا تضيف شيئاً للمبدع الحقيقي الذي يرتكز على إبداعه ورؤيته الفنية الثاقبة. وأتاح المهرجان فرصة نادرة للجمهور الهولندي، والجاليات العربية المقيمة في هولندا، لأن تتمتع برؤية "49" فيلماً عربياً، فضلاً عن فيلمين أجنبيين، وهما "سيدة أيار" للمخرجة الإيرانية المبدعة رخشان بني اعتماد، وفيلم "المصور" للمخرج التركي كريم أوز، المتحدر من أصول كردية. ولا بد من الإشادة ببعض الأفلام الروائية والوثائقية التي لم تفز، لكنها كانت تتوافر على رؤىً ومعالجات فنية تستحق الدراسة الاهتمام من بينها "عرائس الطين" للمخرج نوري بو زيد، و"خريف آدم" لمحمد كامل القيلوبي، و"معالي الوزير" لسمير سيف، و"تذكرة إلى القدس" لرشيد مشهراوي، و"عاشقات السينما" لماريان خوري، و"أن تنام بهدوء حتى الساعة السابعة" لتامر محسن، و"سلام فيتيربو" لماجد المهدي. أما ضيفة الشرف لهذا المهرجان فهي الفنانة المصرية المعروفة لبلبة التي بلغ رصيدها أكثر من عشرين فيلماً سينمائياً منذ عام 1962 وحتى الآن. وتعذر وصول الفنانة التونسية هند صبري، المقيمة في القاهرة حالياً، والفنانة المصرية منة شلبي. لقد قالت إدارة المهرجان انها ستحتج على السفارة المصرية لأنها "أعاقت وصول بعض الفنانين المصريين إلى هولندا"، و"حرمت الجمهور العربي الذي كان يترقب حضورهم بفارغ الصبر. وستُعرض بعض أفلام المهرجان في مدينتي لاهاي وأمستردام في الأيام المقبلة.