استأنفت القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية اجتماعاتها الهادفة الى التوصل الى برنامج سياسي مشترك يكون انعكاسا لرؤاها ومواقفها ازاء قضايا الصراع والحل السياسي والوحدة الوطنية وغيرها من القضايا. وكانت لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية شكلت لجنة صياغة مهمتها الاساسية وضع برنامج وطني للقيادة الوطنية الموحدة التي اتفقت الفصائل على تشكيلها في اعقاب موافقة الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء محمود عباس ابو مازن على ذلك. قال احد قياديي حركة "الجهاد الاسلامي في فلسطين" الدكتور محمد الهندي ان لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية استأنفت حوارها مجددا للتوصل الى برنامج سياسي وطني مشترك. واوضح ل"الحياة" ان لجنة الصياغة التي شكلتها لجنة المتابعة الخميس الماضي ستجتمع في وقت لاحق لدرس بعض الاوراق والبرامج السياسية المقدمة في اوقات سابقة، مضافا اليها اوراق جديدة في مسعى للتوصل الى برنامج مشترك. وأشار الى ان اللجنة ستسعى الى التوصل الى برنامج سياسي مشترك استناداً الى "وثيقة آب" وملاحظات "حماس" و"الجهاد" عليها. وكانت لجنة المتابعة عقدت اجتماعا لها استمر حتى ساعة متقدمة من ليل الخميس - الجمعة اتفقت في ختامه على تشكيل "قيادة وطنية موحدة موقتة" تكون مهمتها الاساسية اصلاح هياكل منظمة التحرير الفلسطينية، والتحضير لانتخابات عامة. واتفق ممثلو الفصائل والقوى ال12 المنضوية تحت لواء لجنة المتابعة، وهي الهيئة التي تقود الانتفاضة، على ان تكون قرارات "القيادة الوطنية الموحدة الموقتة" ملزمة للجميع، خصوصا انها ستمثل وتستوعب القوى الوطنية والاسلامية كافة في داخل فلسطين وخارجها، بما فيها حركتا "حماس" و"الجهاد" المعارضتان لاتفاقات اوسلو ونهج منظمة التحرير السلمي. واعتمد المشاركون في الاجتماع "وثيقة آب" اساسا للحوار الوطني الفلسطيني، والتأكيد على المحافظة على منظمة التحرير وتوسيعها لتشمل الجميع. وكان ابراهيم ابو النجا النائب الاول لرئيس المجلس التشريعي، امين سر لجنة المتابعة أعلن في مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع انه تم تشكيل لجنة صياغة تكون مهمتها مناقشة النقاط المتفق عليها ووضع اساس تشكيل "القيادة الوطنية الموحدة الموقتة" وبرنامجها الوطني. وتتشكل اللجنة من ابو النجا والنائب مروان كنفاني والهندي وعضو المكتب السياسي ل"الجبهة الشعبية" جميل المجدلاوي، وعضو المكتب السياسي ل"الجبهة الديموقراطية" صالح زيدان، وعضو المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل ابو شنب، وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" ابو علي شاهين، ورئيس اللجنة السياسية في المجلس الوطني الفلسطيني عبدالله حوراني، وعضو المكتب السياسي لحزب "فدا" جمال زقوت، اضافة الى عضوين من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. وتبدو مهمة اللجنة صعبة جدا، خصوصا ان "وثيقة اب" التي ما زالت تشكل اساسا صالحا للتوصل الى هذه القواسم، كادت ان ترى النور في الخامس من اب اغسطس الماضي بموافقة الحركتين الإسلاميتين المعارضين، لولا تراجعهما عنها في اللحظة الأخيرة. "محاور وثيقة آب" وتتكون "وثيقة اب" من اربعة محاور هي: الاهداف الاستراتيجية، والوسائل، والوضع الداخلي، والحوار الوطني. وينص المحور الاول على انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس واقامة الدولة عليها، وصون وحماية حق اللاجئين استنادا الى قرار الجمعية العامة للامم المتحدة الرقم 194 واعترضت "حماس" و"الجهاد" على ما جاء في هذا المحور. ويؤكد المحور الثاني حق الشعب الفلسطيني في المقاومة وشرعيتها، اضافة الى تأكيد البعد القومي والاسلامي للقضية الفلسطينية. اما المحور الثالث فينص على تشكيل القيادة الوطنية الموحدة المجسدة للوحدة الوطنية والتي تقرر اشكال ووسائل المقاومة ومكانها وزمانها، وتجري الاستعدادات لتنظيم انتخابات عامة تشريعية وبلدية ونقابية، اضافة الى اجراء عملية اصلاح شاملة. وينص المحور الرابع على اجراء حوار وطني شامل على الاسس السابقة.