حضّ وزير الخارجية الاميركي كولن باول خلال زيارته لاسرائيل والضفة امس رئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس ابو مازن على الاسراع في تسلم مسؤولية الامن في شمال قطاع غزة وبيت لحم وعدم انتظار التوصل الى هدنة. كما دعاه الى "وضع حد نهائي للارهاب"، معتبراً ان "حركة المقاومة الاسلامية" حماس "عدو للسلام" وان على المجتمع الدولي ممارسة الضغوط عليها. راجع ص 4 و5 من جهة اخرى، تبنى باول الموقف الاسرائيلي من سورية عندما قال ان التدابير "المحدودة" التي اتخذتها ضد الفصائل الفلسطينية "غير كافية على الاطلاق"، وأضاف: "اتصلنا بالسوريين لنبلغهم" ذلك و"سنواصل الضغط عليهم بالعمل مع المجتمع الدولي". وقال: "سنقول لسورية بشكل واضح انها طالما لم تسلك هذه الطريق الاكثر ايجابية التي وضعناها لها فإن علاقاتها مع الولاياتالمتحدة لن تتحسن كما سيؤدي الامر في نهاية المطاف الى التأثير في مصالحها". وجاء هذا الموقف متطابقاً مع موقف وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم الذي اكد خلال لقائه باول صباح امس ان دمشق أعادت فتح مقار فصائل المعارضة الفلسطينية، مستهترة بالطلب الأميركي اغلاقها والكف عن دعمها. وكان باول بدأ اجتماعاته امس بلقاء مع نظيره الاسرائيلي في القدس، تبعه لقاء مع رئيس الحكومة ارييل شارون، قبل ان يتوجه الوزير الاميركي الى اريحا للقاء ابو مازن. وفي معرض تقويم الزيارة، قال النائب الفلسطيني صائب عريقات انها كانت "مخيبة للامال"، داعياً اللجنة الرباعية خلال اجتماعها في الاردن الى "وضع آليات الزامية لتطبيق خريطة الطريق" و"جداول زمنية محددة لتنفيذ الخريطة بحذافيرها ومن دون اي تعديل". كما أعربت مصادر فلسطينية ل"الحياة" عن "قلقها البالغ" ازاء ما لمسته من "تحول في الموقف الاميركي" يناقض ما تنص عليه "خريطة الطريق" خصوصا ازاء موضوع الاستيطان، مشيرة الى ان باول استخدم المصطلحات الاسرائيلية مثل "الاستيطان غير الشرعي"، والمح الى ان الحديث لا يدور عن تفكيك "جميع" البؤر الاستيطانية. كذلك ابقى باول الموقف الاميركي من سياسة الاغتيالات الاسرائيلية مبهما، اذ قال ان "توسيع تطبيق هذا المصطلح يجب ان يبحث، وعلى اسرائيل ان تأخذ ذلك في الاعتبار". من جانبها، لم تنتظر "حماس" انتهاء وقائع المؤتمر الصحافي الذي ادلى خلاله باول بتصريحاته، وشنت هجوما مسلحا ضد مستوطنين قرب مستوطنة "بسغوت" المقامة على اراضي المواطنين في رام الله والبيرة، ما ادى الى مقتل مستوطن واصابة ثلاثة بجروح مختلفة. "أن يتحرك سريعاً وسريعاً جداً" وبدا باول امس مستعجلاً للتوصل الى اي انجاز على صعيد تطبيق "خريطة الطريق" يحمله معه الى اجتماع الرباعية في الاردن، مثل الانسحاب الاسرائيلي من شمال غزة وبيت لحم والتخفيف من معاناة الفلسطينيين المعيشية ورفع الحصار ووقف التدهور الامني. وفي هذا السياق، طلب الوزير الاميركي من ابو مازن خلال مؤتمر صحافي مشترك ان لا ينتظر ان تقرر الفصائل المسلحة الهدنة، بل ان يبدأ بتطبيق "خريطة الطريق" فورا، حتى لا يبقى التنفيذ "رهينة" لمحادثات الهدنة. وفي الوقت نفسه، اشار باول باقتضاب الى معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال، داعيا شارون الى "اتخاذ خطوات لبناء الثقة". وكان باول اعلن خلال مؤتمر صحافي عقده في وقت سابق مع شارون انه سيطلب من ابو مازن "أن يتحرك سريعاً وسريعاً جداً لوضع اصلاحات الاجهزة الامنية موضع التطبيق" وان يقدم "خططاً محددة من أجل تولي مسؤولية الامن في غزة وبيت لحم". من جانبه، كرر شارون موقفه بأن "لا سلام مع الارهاب".