صحيح ان الممثل ميل غيبسون معتاد على المعارك والصراعات... ولكن، على الشاشة فقط. اذ انه، في حقيقة امره، شخص مسالم لا يحب ان يختلف مع الآخرين، حتى وإن احب ان يختلف عنهم. ومن هنا بدأ غيبسون يبدد دهشته وقلقه منذ الآن بصدد الحملة التي ينذر الفيلم الجديد الذي ينجزه الآن، تقنياً، بإثارتهما. فالفيلم هو "الآلام" ويتحدث عن آخر ايام السيد المسيح. وبالنسبة الى غيبسون فقد اراده فيلماً واقعياً، علماً أنه هو مخرجه ومنتجه. ومن المفترض ان يبدأ عرضه في العام المقبل. وكل هذا، حتى الآن، يبدو منطقياً وطبيعياً بالنظر الى انه لا يمضي عام او عامان الا ويحقق في العالم فيلم او اكثر عن آلام السيد المسيح. الجديد هنا هو ان بعض الاوساط الدينية الكاثوليكية الأميركية، ومن دون ان تكون شاهدت الفيلم، بدأت تتحدث عن تحفظات عنه، تشاركها فيها اوساط يهودية قيل لها ان الفيلم، في جانب من جوانبه يعيد الى الحياة فكرة ان اليهود هم المسؤولون عن قتل السيد المسيح. فهل يعني هذا ان علينا ان نشهد في الشهور المقبلة معركة سينمائية / دينية جديدة، لا بد لنا ان نتخيل منذ الآن "أسلحة" غيبسون في خوضها... او اضطراره للانسحاب قبل اندلاعها جدياً؟