فيلم (الام المسيح) الملحمي الذي صنعه الممثل ميل غيبسون بدأ يقدح شررا (واصبح واحدا) من اكثر الافلام المطروحة للنقاش في الاونة الاخيرة مع انه لم ينزل الى صالات العرض بعد. لقد نال الفيلم ثناء (حقيقيا) منذ ان بدئ عرضه على نخبة مختارة من المشاهدين خلال الاشهر القليلة الماضية وبينهم عدد من رجال الدين المحافظين. واقر القس بيللي غراهام انه تأثر جدا برواية غيبسون للساعات الاثنتي عشرة الاخيرة من حياة السيد المسيح. وقال غيبسون للاسوشيتدبرس ان الفيلم هو فعلا محاولة لسرد حقيقة ماحدث ولكنه ايضا نتيجة لسنوات من التامل. واضاف غيبسون: كان علي ان اصنع هذا الفيلم لم يكن بوسعي الا اصنعه. غير ان بعض الجماعات اليهودية اعربت عن السخط للطريقة التي صور بها اليهود والخوف من انه قد يثير موجة من اللاسامية، وانضم بعض المسيحيين الى هؤلاء. لماذا جاءت ردود فعل الناس بهذا الشكل الدراماتيكي ازاء الفيلم؟ لقد ظهر السبب من مشاهدة الفيلم قبل الانتهاء من مونتاجه مؤخرا. الضجة لا تدور حول تصوير الام المسيح مع ان هذا موضوع حساس جدا منذ وقت طويل بين اليهود والمسيحيين وفيما بين اطراف مسيحية بحد ذاتها ان السرد التفصيلي الواسع لالام المسيح هو مبعث ردود الفعل المذكور. الفيلم ليس هجوما جماعيا على اليهود غير ان طريقة عرض بعض الشخصيات اليهودية في الرواية من شأنه ان يثير المزيد من الاحتجاج. ان اولئك الذين سيشاهدون الفيلم بدون خلفية دينية قوية سيحصلون على الكثير مما يستدعي التامل والتفكير وقد يهرع كثيرون الى (العهد الجديد) لمقارنة الفيلم مع نصوص الاناجيل القديمة. وفي رسالة بالبريد الالكتروني ردا على اسئلة الاسوشيتدبرس شرح غيبسون الذي اخرج الفيلم وموله وشارك في كتابة النص السينمائي انه حاول ان يجعل المشاهد واقعية الى اقصى حد ممكن وانه اراد ان يجعل المشاهد يحس انه فعلا كان هناك يشهد الاحداث كما حدثت تماما. ومع ذلك امر الممثل المخرج المعروف بانه كاثوليكي تقليدي، ان الفيلم (شخصي للغاية) وانه شاهد افلاما اخرى عن الموضوع ولكنه لم يستطع ان يفهمها ولم يستطع ان يصدقها. اما الامر الذي دفعه الى صنع هذه النسخة فهو ازمة روحية مر بها قبل حوالي 13 سنة وهو يقول: لقد وصلت الى نقطة صعبة في حياتي . الفيلم يحتوي ايضا على عناصر قد تخفف من اعتراضات اليهود على الفيلم (غيبسون رفض الاجابة على اسئلة الاسوشيتدبرس حول هذه النقطة) . وقد قال غيبسون انه اجرى كمية هائلة من المطالعة لمواد غير كتابات الاناجيل الاربعة قبل ان يتخذ موقعه وراء الكاميرا واشار الى ان بعض الخبراء اختلفوا حول التفاصيل التاريخية التي احتاج اليها لبلورة الروايات الانجيلية. وعن ذلك يقول بما ان الخبراء الغوا بعضهم البعض لم يبق سوى العودة الى مواردي الخاصة لتقدير نقاط الجدل واتخاذ قراري بنفسي. وينوي غيبسون اضافة بعض مشاهد الفلاشباك قبل انزال الفيلم الى الصالات .