حين نظّمت جمعيّة "أشكال ألوان" اللبنانيّة قبل عام ونيّف منتداها الشهير بعنوان "أشغال داخليّة"... كان هناك اجماع يتجاوز حدود بيروت، حول المستوى الرفيع، والمغاير للسائد، لهذه التظاهرة الاستثنائيّة، بالمعايير العالمية. إذ تعاملت مع الشأن الفنّي والفكري من منظور جديد، يتجاوز القوالب المستهلة ومطبات الايديولوجيا... ونجحت كريستين طعمة، رئيسة جمعيّة "أشكال ألوان"، يومذاك، في جمع أسماء ابداعيّة وفكريّة من ايران وسورية والعراق وفلسطين ولبنان ومصر، اضافة إلى أبرز الناشطين الثقافيين الغربيين، للبحث في الممارسات الثقافيّة في المنطقة. وضمن إطار المنتدى قدّمت عروض وأعمال لإيليا سليمان ورندا شعث ونزار حسن وأكرم الزعتري ونادين توما وحسن خان وجلال توفيق وترداد ذوالغادر ومحمد سويد وغسان سلهب وربيع مروّة ولينا الصانع والسينمائي الراحل شادي عبد السلام. أما المحاضرات فجمعت بين عبّاس بيضون وجلال توفيق وكاترين دافيد ورشا السلطي وأكرم الزعتري ومحمد علي الأتاسي وجنان العاني وسامية محرز وعصام نصّاروجوانا حاجي توما وخليل جريج. وتمضي"أشكال ألوان" في رهانها، في مدينة باتت تتسع لكلّ شيء إلا للفكر والابداع. وهذا المساء تقدّم كريستين طعمة في "مقهى نجّار" الحمرا - بيروت مجموعة "الأشغال الداخليّة" التي تضمّنها المنتدى من نصوص ومحاضرات ومناقشات وأعمال فنيّة ومادة بصريّة، وقد ضمّها كتاب صممته شركة "مايند زي كاب" وحرره سامر أبو هواش، غنوه حايك، بلال خبيز، منى أبو ريان، طوني شكر، ليلى الخطيب... موعد جديد "في المدينة التي تتهددها الأخطار من كلّ جانب" كما تكتب طعمة في مقدمة الكتاب، فيما تواصل سعيها إلى تجاوز "القسمة الحادة بين الشرق والغرب، الاصالة والتحديث، الهويات القومية وشروط الانفتاح على العالم".