"إشكالية العلاقة بين المسرح والجمهور"، كان محور المنتدى المسرحي الشهري في جمعية الثقافة والفنون في الدمام شرق السعودية، وكان ضيف المنتدى الفنان المسرحي سمير الناصر. تحدث الناصر عن البدايات المتواضعة للمسرح في جمعية الثقافة والفنون والأندية الرياضية من المنطقة الشرقية، والتي تأسست على الارتجالية والتأليف الجماعي والجهود الذاتية، وكان حافزها الأول والأساس محبة هؤلاء الشباب للمسرح وعشقهم له، وشغفهم بأن يقدموا ويؤسسوا مسرحاً يرقى الى مستوى ما يعرض على مسارح الكويت. وهي التجربة التي رأى فيها على رغم بساطتها نجاحاً، كون الجمهور كان متفاعلاً معها، وحاضراً في شكل جيد وملحوظ. ورأى أن "المسرح الجماهيري" غاب بعد أن نحا المسرحيون تجاه المسرح التجريبي، ومسرح "المهرجانات"، والبحث والتركيز على المشاركات المهرجانية داخلياً وخارجياً. فهذه المسرحيات أخذت طابعاً نخبوياً ذا منحى طليعي لا يهتم بالجمهور مقدار اهتمامه بالمهرجانات الخارجية بغية الحصول على مراكز متقدمة وجوائز تقديرية. وأشار من جهة أخرى إلى عائق أساس يعانيه المسرح السعودي في تقديم مسرح جماهيري، وهو عدم توافر خشبة مسرحية مناسبة للعرض. فعدم وجود مسارح متخصصة ومجهزة في شكل جيد، كان وسيظل أساساً للمشكلة، إضافة إلى العمل الجماعي الذي من خلاله، وعبر تكاتف أو تعاون الفريق المسرحي والاهتمام الإعلامي والإعلاني يمكن تحقيق المسرح الجماهيري. وانتقد ظاهرة "شباك النجم الواحد"، أو "مسرح النجم الواحد"، وهو مسرح يقوم على فردانية الممثل البطل وتفرده بالمسرحية دون سواه، ما يهدم العمل الجماعي. تنوّعت المداخلات، وإذ اعتبر الصحافي شاكر الشيخ أن المسرح لم يتغير، وأن حضور الناس هو ذاته ولم يكن في السابق أفضل مما هو عليه الآن، أشار المسرحي أثير السادة إلى أن اندفاع الجمهور في الماضي إلى المسرح كان لعدم وجود أشكال فرجوية أخرى، ولأن المسرح كان صوتاً يعبر عن الهم العام. ويبقى هاجس العلاقة بين المسرح والجمهور، هاجساً عالمياً لا يختص به المسرح السعودي وحده. فتحولات المسرح حصيلة تحولات علاقته بالجمهور، وتجارب المسرحيين العرب لخلق أشكال مسرحية شعبية، كالحكواتي، ومسرح السامر، لم تكن سوى محاولات للاقتراب من الجمهور، الذي يعاني المشاركة الفاعلة على الصعيد الاجتماعي والثقافي. وغياب الحرية والديمقراطية في الواقع ينسحب على المسرح الذي يفتقد حرية التعبير. المسرحي عبدالعزيز اسماعيل، اعتبر أن تجربة المسرح الكويتي عرّت معظم التجارب المسرحية في الخليج، والسبب هو مناخ الحرية والديموقراطية الذي تمتعت به الكويت. فالمسرح في قطر والبحرين والكويت على رغم بداياته المتقاربة، تفرّد في الكويت كونه عاش في مناخ ديموقراطي حر، وفر له فرصة التعبير، وجعله ناجحاً.