لعبت الفنانة مادلين طبر أدواراً متعددة في السينما والتلفزيون قدّمت خلالها الكثير من الشخصيات منها زوجة متحررة وامرأة عاقر وفدائية فلسطينية وراقصة يهودية وارستقراطية وأم حنون وامرأة لعوب وأثبتت من خلالها الوصول الى مرحلة من النضج الفني والثقافي. "الحياة" التقتها وكان هذا الحوار: هل توقعت نجاح دورك كراقصة يهودية في مسلسل "زمن عماد الدين"؟ - دور الراقصة ماريا بالنسبة اليّ كان هدية كبيرة من المخرج هاني لاشين، وهذا هو أول عمل أجسد فيه شخصية راقصة، والدور كان اطلالة جديدة ومفاجأة بالنسبة الى الجمهور، وقد عملت كل ما في وسعي حتى ينجح الدور وتوقعت ان يلاقى اعجاب المشاهدين لأنني بذلت فيه مجهوداً كبيراً. هل انتابك شعور بالخوف من تجسيد شخصية فتاة يهودية تساند الحركة الصهيونية على رغم أن بداية شهرتك الفنية كانت من خلال شخصية مناضلة فلسطينية في فيلم "الطريق الى ايلات"؟ - أنا ممثلة أحب تجسيد كل الأدوار، ولا أحب أن أكرر نفسي، فنجاح شخصية المناضلة الفلسطينية في "الطريق الى ايلات" بشكلها الرومانسي اللطيف وعواطفها المملوءة بالحب للوطن والقضية الفلسطينية، كان من الممكن ان يجعلني سجينة هذه الشخصية، وأنا أرفض السجن مهما كانت اغراءاته، ومن هنا اخترت الدور المضاد تماماً لكسر قيود الشخصية الواحدة. لياقة بدنية هل امكاناتك تسمح لك بالمنافسة في مجال الاستعراض أم أن دور ماريا راشيل في المسلسل كان مجرد تجربة؟ - انا اتمتع بلياقة بدنية وجسدية عالية وخبرة كبيرة في الرقص ودرست فنونه في بيروت على ايدي خبراء مثل مدام مارغريت خوري وغرزوري، فضلاً عن موهبتي في الرقص منذ أن كنت طفلة، ولا أبالغ إن قلت إن الرقص يأتي في الدرجة الاولى في جدول اهتماماتي الفنية وأنا قادرة على أداء أي دور استعراضي. ألا تفضلين ان تكون نجوميتك سينمائية عن ان تكون تلفزيونية؟ - انا لا أحسبها بهذه الصورة، فلا تهمني اصلاً نوعية النجومية سينمائية أو تلفزيونية او مسرحية، المهم هو أن أعطي لأي مجال منها باخلاص، مثلا انا لم اخطط لأن تكون انطلاقتي تلفزيونية، الظروف هي التي حكمت مناخ السينما المضطرب، فقلة النصوص الجيدة واجواء التوتر في الوسط السينمائي كلها جعلتني لا أركب رأسي وأقول لا بد من أن تكون النجومية سينمائية وأنا مقتنعة بأن النجم في أي مجال فني يستطيع ان يحقق ذاته والجماهيرية التي يتطلع إليها. لماذا ابتعدت عن المسرح على رغم نجاحك في مسرحية "عشا العميان"؟ - العمل في المسرح صعب، ولا استطيع تكرار النص نفسه يومياً ولا الالتزام بالسهر والبقاء في مكان واحد فترة طويلة لأن لدي التزامات اخرى، إضافة الى أنني مهتمة جداً بصحتي فلا اسهر كثيراً ولا أدخن واحافظ على وزني وعلى راحتي، فأنام عشر ساعات يومياً إلا اذا اضطرني العمل الى إنقاصها الى سبع ساعات فقط كحد أدنى، واعتقد أن هذا الروتين لا يتناسب مطلقاً مع العمل في المسرح لكنني متفرجة عاشقة للمسرح. يتردد انك ترفضين اكثر مما تقبلين من الأدوار، لماذا كل هذا الرفض؟ - أنا مقلة بطبيعتي، ولا أحب أن أصل الى مرحلة الاحتراف، اذ أنني عملت كموزعة ومنتجة، وهذا يعني انني لست مضطرة لقبول كل ما يعرض عليّ من أعمال. يقال ان شهرة مادلين صنعتها شبكة علاقات عامة ومواهب ديبلوماسية من الطراز الأول، فما رأيك؟ - لا يمكن إنكار أن للعلاقات العامة في الوسط الفني وفي أي وسط دوراً مؤثراً لا يستطيع احد التقليل من شأنه وهذا ليس عيباً، فالمهم هو ان تخدم هذه العلاقات امكانات الفنان ومواهبه، وأنا شخصياً اتصور أن الموهبة يمكن أن تتعثر من دون علاقات وصلات غنية وفاعلة، لكن في الوقت نفسه العلاقات العامة من دون موهبة لا تساوي شيئاً وأنا اعرف كيف أجامل واتواصل مع الآخرين بذوق وحساب ومن دون أن ينال ذلك مني أو من اختياراتي الفنية. بين الحظ والشطارة هل تعتقدين انك اخذت حقك إعلامياً؟ - اعطاني الاعلام اكثر من حقي، لأن شهرتي الاعلامية كانت دائما سباقة، ولم يخدمني شيء كما خدمتني الصحافة العربية والمصرية. ايهما أكثر تأثيراً في حياتك الحظ أم الشطارة؟ - بالنسبة الى حياتي اعتقد أن الحظ كان حليفي، لكن لا يمكن ان اغفل جانباً مهماً وهو أنني من السيدات اللواتي يمكن ان يطلق عليهن لقب امرأة مجتهدة، بمعنى أنني أعمل باخلاص، ولا أدخر جهداً بالنسبة الى اي مجال اقتحمه أو تفرضه علي الظروف حتى احقق اقصى ما يمكن من درجات النجاح، لذا في اعتقادي ان الحظ لا يفلق الحجر وانما هو عامل مساعد لا غنى عنه. لماذا ترسمين على وجهك ابتسامة دائمة؟ - لأن الوجه البشوش يفتح الأبواب، لكن الابتسامة او الضحكة الحقيقية النابعة من القلب من الصعب توافرها بعد هذا المسار الطويل من المعاناة والكفاح. الرجل موجود بشدة أين الرجل في حياة مادلين طبر؟ - انه موجود وموجود بشدة، وانما وجوده ليس ذلك الوجود التقليدي عند المرأة، فهو موجود ضمن عناصر الحياة التي تجعلني أعيش. أنا أعيش لماذا؟ فقط من أجل أن أنجح مع رجل، طبعاً لا. أنا أعيش من أجل أن استمتع بفعل الحياة، وأنا أعيش من اجل أن أكون انسانة أمارس انسانيتي، مع أهلي وناسي واحبائي، ومن بين هؤلاء ذلك الرجل الذي شكل 50 في المئة من اهتماماتي، إنما لا يشكل كل حياتي أو حتى محور حياتي، أرفض أن أعيش في كوكب الرجل، لذلك فأنا اتعامل مع الرجل بمنطق المساواة ولكن بمحبة وليس بحنق، لأنني أعمل أكثر من رجلين معاً، فأحياناً 18 ساعة يومياً، فأنا أوظف كل ما أوتيت من علم وثقافة لخدمة نفسي وتحقيق أحلامي ولكي اكون امرأة ناجحة من خلال اجتهادي وثقافتي. ماذا تريدين من الرجل؟ - ما أريده منه هو الصحبة الطيبة والقلب الحنون والمشاعر الدافئة. ان يكون صادقاً وألا يخونني، فهذا ما لا اطيقه مطلقاً، وأن يحترم ذكائي ووجودي، وان يحترم موهبتي وعملي، واعتقد أن هذه كلها مواصفات إنسانية.