سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المملكة يحفها أجمل شواطىء العالم وأكثرها ملاءمة للرياضات المائية . السياحة السعودية تعاني من قصور مبادرات الترويج والمهرجانات تفشل في استقطاب السياح بأعداد كافية
بدأت درجة الحرارة في السعودية تلامس اواسط الاربعينات المئوية مع اقتراب الاجازات المدرسية، وارتفعت معها الصرخات تنادي باستقطاب نحو 14 بليون دولار ينفقها السعوديون في الخارج كل عام. المشهد أصبح مألوفاً كل عام والوعود بتنظيم مهرجانات صيفية لاستقطاب السياح تتردد منذ سنوات عدة، واصبحت كل منطقة ومدينة وحي في السعودية تتسابق لتنظيم مهرجان سياحي، وعلى رغم كل ذلك لا يجد المواطن السعودي مفراً من المغادرة الى اقرب دولة عربية او حتى أجنبية لقضاء اجازة الصيف، لان تلك المهرجانات، وعلى حد قول كثيرين منهم، فاشلة. في شرق السعودية التي تملك الكثير من المقومات السياحية ابرزها السواحل التي تعتبر الابرز في المنطقة، وعدت اللجنة السياحية باستقطاب ملايين السياح للمنطقة من خلال تنظيم مهرجان سياحي ضخم، الا ان تلك اللجنة لا تجد حرجاً في تكرار وعودها لدرجة فقدت معها صدقيتها في المنطقة. ويبدي ناشط سياحي في شرق السعودية تشاؤمه حيال الأسلوب المطبق للترويج للسياحة السعودية، مؤكداً أن "مشكلة السياحة في البلاد لا تكمن في ضعف المقومات أو الدعم الممنوح لها، وإنما تكمن باختصار في قصور المفهوم السياحي لدينا". ويضيف فؤاد العامر: "يتحدث كثيرون عن ضرورة جذب السياح السعوديين إلى الداخل وتشجيعهم على عدم السفر الى دول اخرى، وهو مفهوم ضيق في هذه الصناعة لان أبرز الدول السياحية التي قد تستقبل الواحدة منها 50 أو 80 مليون سائح او اكثر مثل الولاياتالمتحدة وفرنسا واسبانيا، لم تفكر في مثل هذه الفكرة لصعوبة تطبيقها. ولذلك فهي تسعى إلى استقطاب سياح أكثر من الخارج وتأمين مبرر للسياح الداخليين للبقاء"، منتقداً عدم الاستعانة بشركات متخصصة في تنظيم المهرجانات والعلاقات العامة في السعودية، والمنطقة الشرقية خصوصاً، "أسوة بالدول المجاورة"، وتقديم معايير المحسوبية قبل الاعتبارات المهنية. ويضيف العامر الذي وضع أخيراً التفاصيل الاخيرة لانشاء شركة متخصصة في تنظيم المهرجانات الصيفية، مرخصة من دولة البحرين: "المنطقة الشرقية ليست بحاجة الى تنظيم مهرجان تقليدي يقتصر على التسوق وتنظيم حلقات شعر شعبي وما شابهه، اذ يكفيها الاستغلال الناجح للشواطئ التي تتميز بها والتي يتم تجاهلها تماماً"، معتبراً أنه "ليس هناك دولة تتمتع بشواطئ خلابة كالتي تمتلكها السعودية، ومع ذلك يتم تجاهلها والترويج لمتع الرياضات البحرية، في وقت تسعى دول الى اقامة بحيرات صناعية لايجاد مثل هذا النوع من النشاط السياحي، الذي يصلح أيضاً للعائلات، وينسجم مع التقاليد المحلية". وسيقوم العامر بتنظيم مهرجان هذا الصيف في مملكة البحرين المجاورة، مشيراً إلى أن "الدعم اللامحدود الذي تمنحه الدول الخليجية لتنظيم الفاعليات، والذي يخلو من التقليدية والمحسوبية يوفر جواً مناسباً للإبداع والعمل على تقديم شيء جديد". يشار الى ان القطاع السياحي في السعودية، وعلى رغم اهميته، لا ينجح في توليد عدد كاف من الوظائف، إذ لا يتجاوز عدد العاملين فيه 13 الف شخص يمثل السعوديون منهم نسبة تصل الى سبعة في المئة، في وقت تشهد فيه السياحة الداخلية تراجعاً يقدر بنحو 13 في المئة بعدما سجلت انخفاضاً بمقدار 9.5 في المئة عام 2001. أما المنطقة الشرقية فيقدر عدد زوارها خلال فصل الصيف بنحو 200 الف زائر بحسب احصاءات غير رسمية، فيما يصل معدل الانفاق للزائر الواحد نحو 30 دولاراً في اليوم على الاقل وهو مبلغ يقارب ما يتم انفاقه في دول مجاورة. اما في ما يخص المشاريع الفندقية القائمة في السعودية حالياً فيقدر عددها بنحو 485 فندقاً موزعة على معظم المدن، وباستثمارات تصل الى 25 بليون ريال سبعة بلايين دولار. ويصل المتوسط العام لنسب الإشغال السنوية لفنادق الدرجة الممتازة القائمة حالياً إلى نحو 39.5 في المئة، والدرجة الأولى 38.7 في المئة والدرجة الثانية 40.9 في المئة، واخيراً الدرجة الثالثة 45.8 في المئة. وتعتبر هذه النسب متدنية نسبياً مقارنة بالمدن السياحية الأخرى في الدول العربية والأجنبية، و ينطبق ذلك أيضاً على منشآت الإيواء السياحية الأخرى، والمتمثلة في منشآت السكن المفروش والشاليهات، والمنتجعات السياحية.