يتغير مفهوم السياحة سنة بعد أخرى في السعودية في ظل ارتفاع مضطرد في عدد السياح موسماً بعد آخر. ويعكس اختلاف السعوديين على مصطلح السياحة ديناميكية داخلية لا تزال قائمة. وانعكست حيوية هذا التباين على الخطوات الأولى التي انجزت حتى الآن لبلورة رؤية سياحية وطنية شاملة، بما يتيح لها أن تحقق موارد يمكن أن تساهم في تنويع مصادر الدخل وتوطين ما يزيد على ثلاثة بلايين ريال في الداخل للسنوات الاولى. وهي تشكل نسبة لا يستهان بها من أصل 18 بليون ريال ينفقها السعوديون على سياحتهم الخارجية. وكان أمير منطقة عسير الأمير خالد الفيصل، الذي يعد رائد تنظيم فكر السياحة الداخلية وبلورته في السعودية، حريصاً في لقاء مع طلاب جامعة الملك عبدالعزيز حضرته نخبة من رجال الاعمال والمهتمين بالشأن السياحي قبل أشهر، على أن يؤكد ضرورة المحافظة على الهوية والتقاليد، حينما شدد على أن فتح الباب أمام السياحة والزوار الأجانب "لا يعني السماح بالمساس بقواعدنا وثوابتنا الراسخة والسليمة". مهرجانات الصيف أدى تنوع فاعليات مهرجان ابها الصيف الجاري من دورة الصداقة الدولية لكرة القدم إلى المخيمات الكشفية إلى رياضة تسلق الجبال إلى معارض الفنون التشكيلية إلى أنشطة التراث إلى مهرجان التسوق، علاوة على اعتدال المناخ إلى زيادة ملفتة في عدد الزوار، حسب القائمين على المهرجان وبعض الزوار ممن التقتهم "الحياة"، مقارنة بالسنة الماضية على رغم عدم وجود احصاءات شاملة عن عدد السياح حتى اليوم. وحصد مهرجان المدينةالمنورة المرتبة الثانية قياساً إلى عدد الزوار من المسلمين ثم المواطنين، والمقيمين وساهمت في نجاحه موافقة الدولة على منح ما يزيد على 500 ألف تأشيرة زيارة للمهرجان من دول العالم كافة، وإن كانت عملية تسويقها فشلت لاعتبارات مختلفة، من بينها احتكار شركة وطنية تسويق مهرجان الزيارة الى المدينةالمنورة وتأخر صدور قرار منح المهرجان حق تسويق زيارة المدينةالمنورة، إضافة الى ضيق الوقت. لكن على رغم ارتفاع درجة الحرارة الكبير 44-48 درجة مئوية والذي لم تشهده المدينةالمنورة منذ أمد طويل، إلا أن حجم الاقبال الداخلي مواطنين/ مقيمين ، إضافة الى رعايا دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كان مفاجأة. ويأتي في المرتبة الثالثة بعد ذلك مهرجان مدينة جدة، أو عروس البحر الأحمر، كما يحب السعوديون تسميتها، والذي حقق نقلة نوعية في المفهوم والتطبيق وعمل على التغلب والتعايش مع الظروف المناخية التي واجهتها مناطق غرب السعودية من مطلع حزيران يونيو الماضي، وغيرها من المؤثرات الأخرى. وغابت منطقة الباحة عن المشاركة في فاعليات صيف السنة الجارية، ولم تذكر الأسباب ولا يمكن قياس حجم التأثير في الاعداد مثلاً لعدم وجود الاحصاءات وقاعدة المعلومات التي تحدد ملامح التأثير على أقل تقدير. اضافة جديدة رسمياً اعتمد مهرجان المنطقة الشرقية السياحي الترفيهي نهاية آذار مارس المقبل للمرة الأولى في صورة رسمية ضمن فاعليات توطين السياحة في الشرق السعودي. واختيرت الفترة بسب اعتدال مناخ المنطقة في هذه الفترة من السنة، واشترط على المهرجان عدم إقامة حفلات غنائية لتزامن فترة المهرجان مع موسم الحج والاكتفاء بتكريم الفنانين في حال الرغبة، وعلى رغم ان المهرجان في طور الإعداد، إلا أن الآمال المعقودة عليه كبيرة جداً. وينتظر ان تُفعل السنة الجارية السياحة الشتوية في مقاطعة عسير، وربما يعلن لاحقاً عن مناطق اخرى مثل مقاطعة تبوك شمال الأراضي السعودية. وعلى رغم الدعم والتشجيع والمبادرات الحكومية لدعم السياحة الداخلية في صورة عامة، إلا أن مهرجانات الصيف السعودية لا تزال تعتمد على المغريات وفي مقدمها الجوائز العينية، وهي: سيارات وتذاكر سفر خارجية وتجهيزات المنازل وغيرها والحسومات المادية، إضافة إلى استقطاب الفنانين لأمسيات فنية غنائية. ويعتقد رجال أعمال سعوديون التقتهم "الحياة"، بوجوب تسويق السياحة الدينية للمدينتين المقدستين للسنوات المقبلة، لأنها استثمار مربح، خصوصاً أن تكاملت لها الظروف بعيداً عن التشنج والرؤية الاحادية. وفود أجنبية وعلى الجانب الآخر، نجح فريق فرنسي لتسلق الجبال شارك في فاعليات مهرجان أبها السياحي في استقطاب جمهور المهرجان بمهاراته. وهو يعد الوفد رقم 15 منذ شرع في استقبال الوفود الأجنبية. ومن المتوقع ان يشهد الإقبال على السياحة في السعودية طفرة خلال السنوات الخمس المقبلة، إذ من المتوقع، حسب تقديرات غير رسمية، أن يزور السعودية خلالها ثلاثة ملايين سائح يقدر حجم انفاقهم بأكثر من عشرة بلايين ريال 2.7 بليون دولار . يذكر ان 14 وفداً سياحياً بلغ عددهم 259 شخصاً من اميركا واليابان والمانيا وبريطانيا والنمسا والسويد زاروا السعودية خلال تشرين الثاني نوفمبر وكانون الاول ديسمبر الماضي. وكان مجلس الوزراء السعودي أقر في الرابع من نيسان ابريل الماضي ضوابط يمكن بموجبها اصدار تأشيرات زيارة لغير المسلمين إلى السعودية دعماً وتشجيعاً لبرامج السياحة. السعودية تعزز يوماً بعد آخر توجهها نحو السياحة رافداً من روافد الاقتصاد السعودي، وهي الغنية بمناطقها التاريخية ومواقعها الاثرية وتنوع في المناخ يساعد على ان يجد كل سائح ما يريده، إضافة إلى شواطئها المتميزة، لكن السائح يبقى يواجه تبايناً في مستوى الأسعار في صورة مخيفة بين مختلف المناطق السياحية السعودية. ويعد حضور الأمين العام للهيئة السعودية للسياحة الأمير سلطان بن سلمان أبرز متغيرات سياحة الصيف للسنة الجارية.