اجرى وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف أمس محادثات مع وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديس تناولت "بناء التعاون" بين بلديهما، كما ناقشا ارسال نيودلهي قوات الى العراق. وأعرب ايفانوف الذي التقى فرنانديس في مقر قوات البحرية، عن "قلقه الشديد من انعكاسات" ارسال الهند قوات لحفظ السلام في العراق خارج اطار الاممالمتحدة. في الوقت ذاته حاول فريق من وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون يزور الهند، تخفيف مخاوف نيودلهي إزاء هذه المسألة الحساسة. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر ياكوفينكو صرح بأن روسياوالهند تخشيان "التوجه الخطير نحو التصرفات الاحادية في العلاقات الدولية". وقال ان البلدين "يدعوان الى بناء عالم ديموقراطي متعدد الأقطاب، واقامة نظام أمني عالمي جديد تلعب فيه الاممالمتحدة دوراً رئيسياً". وفي غياب مظلة الأممالمتحدة يرجح ان تحاول الهند ارضاء روسيا، حليفتها التقليدية اثناء الحرب الباردة، بالضغط من اجل تشكيل قوة حفظ سلام تحت اشراف دولي، تماماً كما في حال القوة الدولية للمساعدة في احلال الأمن في افغانستان ايساف. ويساعد ذلك الهند في مواجهة المعارضة السياسية الشديدة في الداخل، حيث تواجه الحكومة أيضاً مشكلة اصدارها دعوة من البرلمان تطالب ب"الانسحاب الفوري" لقوات التحالف من العراق. وبدأت الولاياتالمتحدة أمس مناقشات مع الهند لاقناعها بارسال جنود في اطار قوة لحفظ السلام في العراق. وقالت مصادر هندية ان المحادثات بين وفد البنتاغون ومسؤولين عسكريين هنود تركز على نقاط، بينها قطاعات انتشار محتمل لقوة هندية. ولا تريد نيودلهي ارسال جنودها الى مناطق ما زالت اعمال العنف مستمرة فيها. كما تأمل بوضع قوتها تحت قيادة دولية، في اطار بنية مماثلة لتلك القائمة في افغانستان في غياب سلطة للأمم المتحدة. كما تتناول المناقشات مسائل اخرى، بينها حجم القوات، اذ تريد واشنطن ارسال فرقة من 17 الف رجل، وكذلك مدة المهمة وتمويلها. والتقت زعيمة المعارضة الهندية سونيا غاندي أول من أمس، رئيس الوزراء على خلفية هذا الموضوع، وصرح وزير الخارجية ياشوانت سينها بأن قراراً سيتخذ على أساس توافق وطني.