كلا الشعبين، الأميركي والكردي، مزيج من الصبر والجلد والتفكير الانساني. وكلاهما يستحقان ان يعجب بهما المرء. وعلى رغم تعدد اللغات والاعراق والديانات في المجتمعين الكردستاني والأميركي، الا ان لديهما تجربة تاريخية مشتركة، وتطلعات جماعية واحدة في حب الحرية والديموقراطية والقيم الانسانية النبيلة. وعندما يتجوّل المرء في البلدين لا يجد صعوبة في اكتشاف أوجه التشابه بينهما، حتى من حيث جمال الطبيعة، والنجود العالية، والأودية العميقة المزدانة بالصخور الشديدة الانحدار، والمياه المتدفقة بقوة نهري الميسيسيبي ودجلة يتعرجان عبر السهول اللامتناهية، فضلاً عن الصقور وطيور الحبارى والنسور تحلق فوق الينابيع والأراضي المغطاة بالاشجار البلوط والصنوبر. والعراق وأميركا تعتبران أطهر بقعة تلتقي فيهما حرارة الايمان بقدسية انسانية الانسان. لقد ناضل الكرد طويلاً من اجل نيل حقوقهم، وكادت ان تنقلب عقيدتهم الى توابيت عندما أقدم نظام صدام حسين الجائر على جريمته النكراء في مدينة حلبجة الكردية. ناهيك عما ألم بالشعب العراقي عموماً من مآس وويلات بسبب الهجمة البربرية الصدامية عقب تحرير دولة الكويت الشقيقة عام 1991. وتزامنت حوادث نيويورك وواشنطن في 11 أيلول سبتمبر مع تشريد وقتل واقتلاع ألوف الكرد من كردستان العراق. وضحايا الشعبين هم ضحايا المارقين من عصابات هواة الشر والارهاب. والنجوى المرفوعة من ابناء الشعب الكردي، باعتباره الانموذج الأتعس من بين الشعوب المستضعفة لهي نجوى تشهد من باب البداهة بالبراءة لذاتها، لأن أقصى ما يتعلق به أمل الكرد هو المساواة مع شعوب المنطقة في اطار الاحترام المتبادل والتكافؤ في الحقوق والواجبات. لذلك، فالشعب الكردي يعتقد جازماً انه قد آن الأوان لرد الجميل بالمشاركة والتحالف الاستراتيجي مع الشعب الأميركي المتحضر ضد قوى الهيمنة والارهاب، وحتى يتحقق النصر المؤزر. هولندا - رشيد كريم خان عقراوي كاتب كردي عن لفيف من المثقفين الأكراد