أعتقد أن عرض الفضائيات العربية، من دون انقطاع صور، عمليات النهب والسلب والتخريب في العراق، بدلاً من صور مأساة شعبنا العراقي طوال خمسة وثلاثين عاماً من الرعب والإرهاب وسفك الدماء والحروب، وتفادي هذه الفضائيات ذكر مئات من اللصوص والمجرمين والقتلة الذين أطلق النظام الجائر السابق سراحهم قبل أربعة أشهر، هو تشويه لصورة شعبنا، ومحاولة إرضاء نفوس ضعيفة فشلت في حماية نظام صدام، مثلما فشل غيرهم. ومن المؤسف أنهم يعتبرون أنفسهم حمامات العروبة والإسلام وحُماتهما. ينبغي أن لا نتجاهل أن النظام العراقي السابق، ورموزه وعشرات الآلاف من جلاوزته، كانوا عراقيين، وسفكوا دماء العراقيين وشرفهم، وهجروا مئات الآلاف من العراقيين العرب الشيعة والكرد الفيليين في إيران، وزجوا الآلاف من شبابهم في أقبية سجونهم. وهم في عداد المفقودين الى يومنا هذا. وحربهم ضد الشعب الإيراني المسلم، وانهاك حرمته، وقتل أكثر من مليون ضحية من الطرفين، والقصف الكيمياوي للآلاف من شعبنا الكردي في حلبجة، وغزو الكويت وسفك دماء وكرامة شعبها، وسرقة ممتلكاتها، وحرق عشرات آبار نفطها، وأسر أكثر من 630 من مواطنيها هم في عداد المفقودين الى يومنا هذا، وعملية القمع الوحشي والبربري لإخماد الانتفاضة العراقية بعد غزو الكويت... هذه كلها جرائم نظام صدام البغيض ورموزه وعصابته. أين كان يومها منادو العروبة والإسلام السياسي؟ ألم يكن شعبنا العراقي جزءاً من الأمة العربية ومن المسلمين؟ لماذا تقايضون بمصيرنا، كما فعلتم وتفعلون، مصير إخواننا الفلسطينيين؟ أين أنتم، وشعبنا العراقي في محنته، وفي حاجة كبيرة الى الدعم المعنوي والإنساني، بعد انهيار رموز الطاغية في العراق؟ كنتم تتوافدون على بغداد وتقبلون يدي صدام، وسرتم تحت رايته العربية، في مقابل هدايا ثمينة جداً، وتظهرون على شاشات الفضائيات العربية، وتسيرون في مقدمة التظاهرات في بغداد، وبعض البلدان العربية، وتصرخون بأعلى صوتكم ضد أميركا. أين أنتم، والشعب العراقي يبحث عن مصير مئات الآلاف من أولاده وبناته في أقبية بطلكم الطاغية صدام، وفي سجونه وقصوره؟ السويد - برهان الدين لطفي