كم تمنيت أن تدوي أجراس السلام، وأن تنتصر البشرية على ما في داخلها من نوازع الشر! ولكنها كانت أمنية خائبة. فطبول الحرب دوت في أرض العراق طويلاً، وأصوات الألم أفدح أثراً من أصوات التسكين. والسؤال هو نفسه: ما هي طبيعة حرب الإرهاب التي تسعى أميركا لحشد العالم فيها؟ ففي السنوات القليلة الماضية حاولت الولاياتالمتحدة الأميركية الضغط منفردة على الدول الأخرى، لتبني القيم والممارسات الأميركية، والحيلولة دون أن تحوز على القدرات العسكرية التي يمكن أن تجابه التفوق الأميركي التقليدي، وتعميم القانون الأميركي في المجتمعات الأخرى، وتصنيف الدول وفقاً لدرجة تمسكها بالمعايير الأميركية في حقوق الإنسان وانتشار الأسلحة النووية وفرض عقوبات على الدول التي لا تلتزم بالمعايير الأميركية. أليس هذا كله ارهاباً؟ فأميركا، بالتعاون مع اسرائيل، تحاول اعادة رسم الحدود السياسية في المنطقة العربية لتوافق أطماعها الارهابية، ولتثبت وجود اسرائيل في فلسطين أكثر فأكثر، ولتهيمن على العالم العربي اقتصادياً وسياسياً. فالمشكلة الحقيقية التي نواجهها هي ان الإرهاب هذه المرة يرتدي ثوب الحمل الوديع، ثوب المخلص والمنقد للشعب العراقي. وليس جديداً على الارهابيين المجردين من كل حضارة، قلب الحقائق، ومحاولتهم خلق صدع في حضارة الشعوب الأصلية. ان ما قام به العدوان الأميركي البريطاني على العراق اليوم، متجاهلاً كل الحقوق، متناسياً القيم الإنسانية والأخلاقية التي تنادي بها أميركا دائماً، ولد غضباً صارخاً عند شعوب العالم قاطبة. والسؤال هو: هل يقدر الطغاة على الصمود طويلاً أمام جبروت التاريخ الذي يقلب صفحات أيامه باحثاً عن حقائق، وبراعم أمل تهب الحياة لهذا الشعب المناضل الذي طالت معاناته عبر العصور. السعودية - وئام عبدالرحمن أمون